هذه الجائحة أصبحت في صلب الحياة اليومية في كل مكان من العالم، وأجزم بأنه لم يمر في تاريخنا المعاصر وخصوصًا بعد الحروب العالمية مثل هذا الوضع حسب علمي، وحتى أشهر قليلة مضت لم نكن نسمع بمدينة “يوهان” مصدر فيروس كورونا إلا في وسائل الإعلام كخبر عادي وكان يمر مرور الكرام، ولكن لم يدر بخلد أحد منا وأولهم ترامب رئيس أقوى دولة في العالم أن هذا الفيروس العنيد سوف يجتاح الكرة الأرضية، ويلحق الضرر بكل نشاط إنساني قائم، بل تعدى ذلك إلى أنه جعل الحياة بكل تفاصيلها شبه متوقفة.
إن هذه الجائحة التي سيطرت في الوقت الحاضر على كل عقولنا وقلوبنا، وغيرت حياتنا وجعلت هناك واقعًا جديدًا؛ ليعبر بنا إلى مستقبل غير معروف الملامح.
ولقد برز في خضم هذا الوباء الأطباء ومساعديهم وجميع الكوادر الطبية و علماء الفيروسات والأوبئة والقائمين على مراكز البحث الطبي؛ ليتصدروا جميع المشاهد بأدوارهم البطولية وهذا هو المتوقع منهم، ولكن خطورة (فيروس كورونا كوفيد١٩) أنه أيضًا جعل هؤلاء المختصين في حيرة من امرهم لأنه لايوجد لديهم يقين بشيء حيالها، وهناك أسئلة مطروحة وهي مبررة تحتاج لأجوبة، ومنها متى يتم القضاء على هذا الوباء ؟ وهل هناك عقار للفيروس ؟ ومتى وأين وكيف؟ لأن قادة وشعوب العالم ينتظرون من المختصين الأجوبة !!!
وأصبح الناس من جراء هذه الجائحة في وضع الصدمة كأنهم في مفترق طرق، ولكن عليهم فقط الالتزام بالبقاء في البيوت والتباعد الاجتماعي حسب التعليمات والإجراءات الاحترازية، وهذا الحل الناجع لمكافحة هذا الفيروس (الأمل قائم)، ولكن بالإضافة لذلك فهي فرصة لنا جميعًا في مثل هذه النوازل هي النظر إلى المِرآة للمراجعة ولتقويم بعض المسارات في حياتنا، ولن أقوم هنا بدور المصلح الاجتماعي! بل يكفي النظر إلى المِرْآة.
فيما يتعلق بالدول وتعاملها مع هذه الأزمة، يبرز لدينا كيف تعاملت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بصدق وإخلاص مع هذه الجائحة وكانت في منتهى المسؤولية والشفافية، وحرصت على تقديم أولوية سلامة شعبها والمحافظة على صحتهم عن أي شيء آخر، وقد نجحت في ذلك نجاحًا منقطع النظير، أما الدول التى حاولت أن تناور مع فيروس كورونا فقد دفعت الثمن باهظًا .. والله يحفظ الجميع.
لافض فوك طرح جميل ابوعبدالله