مع بدء انتشار فيروس كورونا الجديد (كورونا COVID-19)، بدأت الحكومات بتطبيق نظام الحجر المنزلي ودعوة مواطنيها والمقيمين على أراضيها بالتزام `ذلك، وعدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى وفي أضيق الحالات، في خطوة أرادوا من خلالها اتخاذ تدابير وقائية للحد من انتشار الفيروس، غير أن كلمة “حجر” لم ترق للبعض فاعتقدوا أنها تعني الكسل والخمول والنوم، وأن بقاءهم داخل منازلهم مضيعة للوقت، فسعوا لاختلاق النكت وتصوير المقاطع التي أساءت لقيمة الرجل ومكانته داخل أسرته ومجتمعه، معتقدين أنهم بهذا يقدمون عملًا كوميديًا لإضحاك الآخرين، فيما الحقيقة تؤكد عكس ذلك.
ولا يعرف هؤلاء أن الحجر المنزلي يمثل خطوات عملية لمحاربة الفيروس، وفرصة لإعادة ترتيب الأوراق والعمل على تنمية مواهب وقدرات الأبناء، وتشجيعهم على حفظ القراءن الكريم والقراءة وممارسة الهوايات، والاستفادة من الوقت وتوظيفه في جلسات عائلية تجمع الوالدين بالأبناء ليسردوا معًا حديثًا ممتعًا يتناول ذكريات الماضي وصعوبات الحياة، ونعيم اليوم وسعادته ليدرك الأبناء ما هم فيه من نعمة فيشكروا ربهم.
وعلى الوالدين أن يوضحوا لأبنائهم أن الحجر الصحي يعني الالتزام بالبقاء في المنزل لسلامتهم وسلامة من حولهم ومجتمعهم، أما العزل الذاتي فهو “فصل المرضى المصابين بمرض معدٍ عن الأشخاص غير المرضى”.
وعلى الأسر أن توظف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والإنترنت توظيفًا جيدًا، يمكنها من التجول في مكتبات العالم للاطلاع على أبرز الكتب والإصدارات المرتبطة بتخصص الفرد، فقراءة كتاب خلال الفترة الحالية تنمي من قدراته المعرفية، وقد لا يجد الفرصة للقراءة مستقبلًا وسط زحمة الحياة ومشاغل العمل.
وعلى الأبوين خلال فترة الحجر المنزلي أن يزيلا الرعب والخوف من قلوب الأطفال، فلا يجعلوا الحجر المنزلي شبحًا مخيفًا لأبنائهم، وعليهم أن يعملوا على مساعدتهم وإيضاح أسباب فرض الحجر كإجراء احترازي للوقاية من الفيروس، وحثهم على اتباع وسائل السلامة للوقاية منه.
وأن يجعل الوالدان فترة الحجر فرصة للتقارب مع الأبناء، والاستماع لهم ومناقشتهم في أفكارهم والتعرف على ما تحمله من تطلعات مستقبلية، ومثل هذا التقارب يقضي على الحرمان الذي عاشه الأبناء قبل فترة الحجر لارتباط الوالدين بأعمالهما الوظيفية، وخروج الأبناء برفقة الأصدقاء للمقاهي والكافيهات والمطاعم والتجول في الأسواق حتى ساعات متأخرة من الليل.
ولابد أن يزرع الوالدان التعاطف والرحمة في قلوب أبنائهما تجاه الفقراء والمحتاجين، ويوضحون لهم الصعوبات التي يعيشها هؤلاء دومًا، ويدعوهم للعمل على مساعدة الفقير والمحتاج، وألا يبخلوا عليهم ولو بكلمة جميلة.