إمام الحرم

(4)

حبى الله بفضله الشيخ محمد السبيَل شرف الخطابة، حيثُ بدأ الخطابة في العام 1363 هجرية؛ حينما كان إماماً للمسجد التحتي بالبكيرية.

وفي العام 1373 هجرية انتقل إلى مدينة بريدة إماماً وخطيباً في جامع الأمير عبد الله الفيصل واستمر إلى العام 1385 هجرية، حيث انتقل إلى مكة المكرمة.

كانت أول خطبة للجمعة القاها الشيخ محمد السبيَل في المسجد الحرام في 12/12/ 1385 هجرية.

تميزت خطب الشيخ محمد السبيَل أنها متبعة هدي النبي “صل الله عليه وسلم” وسيرة السلف الصالح رضوان الله عليهم، في مناسبتها وتضمينها لأحكام الشرع والآيات والأحاديث، مناسبة في زمنها لحال المخاطبين؛ فمدة الخطب لا تتجاوز عن عشرين دقيقة، وفي أوقات الحر الشديد أو عند الزحام يقرأ بقصار المفصل لمراعاة الحال والأحوال.

صورة الشيخ محمد السبيّل حصرية لصحيفة مكة الإلكترونية، لأول مرة تظهر في وسائل الاعلام

أما موضوعات خطب الشيخ محمد السبيَل فكانت تخاطب المجتمع بما يناسب أفراده وتواكب حاضرهم، وكانت تناقش قضايا الأمة الإسلامية بأسلوب وسطي معتدل، لا غلو فيه ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط، تعتني بالإنسان بكل أحواله في مشارق الأرض ومغاربها، بأسلوب عربي فصيحً واضح الدلالة على المعنى المراد، بعيدا عن الإغراب في الكلام، وتكرار المعاني، والحشو في الألفاظ، يتخير من الألفاظ أجزلها، ومن العبارات أسلسها، يعتني برفع صوته أثناء الخطبة؛ ليسمع الحاضرين، يهتم بقضايا المجتمع على اختلاف أنواعها، ويحرص على بيان موقف الإسلام منها، مدعمًا أقواله بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة، مبتعداً عن إيراد القصص والحكايات، لا يتعرض في خطبه لقضايا خاصة، أو ينتقد تصرفات شخصية فردية، أو التطرق لمسائل الخلافية تحدث خلافاً وشقاقاً، أو منكرات خفية، أو التحدث عن قضايا وأحداث لاتهم المخاطبين.

وكان للشيخ السبيل خطب مشهورة لقت صدى واسع لدى الناس وأثر بالغ منها:( خطبته في وفاة الملك خالد 1402 هجرية، خطبته في غزو الكويت 1411هجرية، خطبته في عيد الفطر المبارك 1416 هجرية، خطبته وصلاته على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله 1420 هجرية.

كانت آخر خطبة جمعة ألقاها الشيخ محمد السبيَل في المسجد الحرام بتاريخ 7/5/ 1425 هجرية، حول التفجيرات الإرهابية التي وقعت في بعض مناطق المملكة العربية السعودية.