تتسابق مراكز الأبحاث في دول العالم لإيجاد لقاح لكورونا، ويعتقد البعض أن لا سبيل لهزيمته إلا باختراع هذا اللقاح بينما الإحصاءات تشير إلى أن معظم المتعافين منه كانوا تحت الرعاية الإلهية ثم الصحية، وهنا يأتي دور الأمل وفسحته والعرب أطلقت هذه الفسحة للأمل؛ لأنها تعلم أنه سبب للسعادة، وهي بذلك لها دور فعال في رفع المناعة عند الإنسان قال الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
والتفاؤل والأمل توأمان مترادفان، وقد حث “رسول الله صلى الله عليه وسلم” على التفاؤل فقال: “تفاءلوا بالخير تجدوه”. والله عز وجل يقول في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: أنا عند ظن عبدي بي”، ونحن المسلمون متيقنون أن الله لن يخيب ظننا به، وأملنا كبير في أن يقضي على هذا الداء دون لقاح فأحسنوا الظن بالله في هذا الشهر الكريم، وما حذا بي لكتابة هذا المقال هو حالة الرعب والهلع التي تنقله وسائل الإعلام المختلفة ويتبعها في ذلك المحللون وبعض الكتاب مما جعل أغلب الناس ينظرون إلى مستقبل أسود للإنسان في كافة الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، صحيح أن الاخبار السلبية مثل الحروب والكوارث وغيرها هي غذاء وسائل الإعلام، وتبحث عنها باستمرار بل تخلق أخبارها احيانًا والجمهور يتلهف عليها، إلا أن الأخبار الإيجابية عند الأزمات لها دور مهم في رفع المعنوية؛ ومن هذا المنطلق أدعوا أحبائي القراء إلى العيش في فسحة الأمل والتفاؤل بالقادم وأن الأمر كله بيد الله قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) مع الأخذ في الاعتبار بتوجيهات الدولة وتعليماتها حفظها الله في مواجهة هذا الوباء، وهذا رمضان شهر الأمل الذي تصفد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنة، ويغفر الله لعباده في كل ليلة لمن تاب واستغفر. ربنا اغفر وارحم، واعفو وتكرم، وتجاوز عمّا تعلم أنك تعلم مالا نعلم أنك أنت الأعز الأكرم، وارفع عنا هذا الوباء وسيئ الأسقام، واختتم لنا هذا الشهر برضوانك والعتق من نيرانك.