قال صاحبي: هل رأيت ما يتم تداوله في هذه الأيام من حقد أسود على المملكة العربية السعودية؟ فأجبته بحزن وبكل أسف أن ما اطلعتُ عليه ربما يفوق ما تعرفه يا صاحبي!! وليست المشكلة هنا؛ بل وبعملية تحليلية سريعة وجدتُ نتائج مذهلة ومخيبة لأمل كل عربي ومسلم يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فالمسلم الحقيقي في أبسط صوره، هو من سلم المسلمون من لسانه ويده!!.
ونحن لم نسلم من ألسنتهم الحداد، ولا من أقلامهم الرخيصة، والغريب أن هذه العداوة التي بدت من أفواههم لم تقتصر على شريحة معينة، فرجل الشارع، والإعلامي، والأدهى والأمر الداعية الذي يفترض فيه أن يكون مسلمًا حقيقيًّا يدعو للخير، ويحفظ المعروف، لا أن يحول منبره إلى بوق سياسي مؤدلج بحقد وحسد لا يمتلكه اليهود!!
ثم قلبتُ ببصري ماذا قدمت جميع الدول العربية والإسلامية باستثناء السعودية لفلسطين؟ حتى وإن قدمت فلا يقارن بما قدمته بلادي من أجل قضيتها الأولى منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز-رحمه الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أعزه الله- المواقف والدعم السعودي لا ينكرها إلا جاحد، أو حاسد أو حاقد ملأ قلبه غلًّاعلى السعودية حاكمًا ومحكومًا على حدٍ سواء.
دون سبب، بل إنه بسبب مرض الجحود والنكران للجميل والحسد القبيح، والحقد الأسود تجاه هذا البلد الذي سقط شهداؤه على أرض فلسطين من أجل فلسطين، هذا البلد الذي كسب العداوات من اللوبي اليهودي في أمريكا من أجل المطالبة بالحق الفلسطيني، هذا البلد الذي ضحى بأبنائه بمصروفهم المدرسي من أجل فلسطين، هذا البلد الذي اقتطع من قيمة حضور مباريات كرة القدم جزءًا لصالح فلسطين، هذا البلد الذي يقدم دعمًا ماليًّا سخيًّا لفلسطين عندما تخلى عنها الآخرون، هذا البلد الذي قدم دعمًا سياسيًّا في جميع المحافل الدولية من أجل فلسطين.
أفضال السعودية على فلسطين وأهلها لا تحصى، يُعد منها ولا تعدد، ليس ذنبنا تفريطكم بأرضكم، أنتم تعرفون سماسرتها من بني جلدتكم، ليس ذنبنا ما تعيشونه من شقاق وخلاف وقد جمعكم الراحل إلى جنات النعيم الملك عبدالله بن عبدالعزيز–بإذن الله- في رمضان وتحت أستار الكعبة، ولم تلبثوا إلا عشية أو ضحاها حتى عدتم سيرتكم الأولى، ليس ذنبنا أن كثيرًا منكم أثرى من أموالنا التي ندفعها باسم القدس، وباسم نصرة الأشقاء!!! والقائمة تطول.
كان أهلنا من تجار العقيلات (يغربون) أي يسافرون إلى بلادكم من أجل التجارة، ولم يحفظ التاريخ إلا سوء المعاملة والنظرة المتعالية، لم نطالب بحقنا بزيت وزيتون بيت المقدس وحمضيات يافو (يافا) وقمح حيفا، بل لم تساعدونا بحبة قمح وأحدة!! ونحن بأمس الحاجة! واليوم نسمع أنكر الأصوات التي تطالب بالمشاركة بل بالاستيلاء على خيرات المملكة!! موتوا بغيظكم.
وختامًا أدعوا أبناء وطني الكرام لعدم الانجرار إلى مستنقعات البذاءة والانحطاط الأخلاقي فأنتم لم تتربوا عليها، ولا تجيدون السباحة في جداولها، تعاملوا بأصلكم ومبادئكم في عدم مقابلة الإساءة بالإساءة، والفصل بين قضيتنا، وبين شذاذ الآفاق؛ فقد تبين لنا ما يكنه هؤلاء لوطننا وقيادتنا، وهذا يفرض علينا العمل وفق استراتيجية مختلفة في نهجها السياسي والإعلامي خصوصًا، وأكرر الإعلام عليه أن يعمل بطريقة مختلفة، وأن يطبق قاعدة إيفلي الشهيرة “إذا صنعت خيرًا فأظهره للناس”.
قلت لصاحبي:
“لم أندم على تقديمي للمعروف لناكري المعروف، فلم أكن أنتظر رد الجميل“.
موجع أن تعلم ان جهدك والماء والبذور كانت في ارض جدباء قاحلة لم ولن تنبت من الإحسان في تسجيل مواقف الطيب ناهيك عن رد الجمائل !
مهما حاولت.. أحسنت ياجنرال الإعلام
تقفيلة المقال هي الإجابة على تساؤلك
دمت سالما