سؤال تبادر إلى ذهني وأظنه في ذهن كل المشاهدين اليوم، ما الرابط بين شهر رمضان وتقديم المسلسلات والبرامج الكوميدية التي أصبحت أقرب إلى السماجة وثقل الدم منها للكوميديا؟
نحن كمجتمع مسلم لا يخفى علينا أن شهر رمضان شهر عبادة من صيام وقيام وتلاوة وذكر ودعاء فهذا حال أغلبنا إن لم يكن الكل ولسنا بحاجة لمن يقنعنا بذلك والقرآن بين أيدينا.
وهذا ليس محور الحديث، ولكن محور حديثنا ما بُلينا به مما نشاهده في الدراما اليوم فما يقدم هو ضياع للوقت -رجل نائم ويشخر ما المضحك في ذلك؟ أم تريدون منّا الدعاء له بالشفاء – ولا حول ولا قوة الاّ بالله-.
وأيضًا عزيزي الكوميدي فرّق بين النخوة والشهامة والكرم التي هي سمة لقبائل الجزيرة العربية، وبين الحماقة والنذالة والبخل فتنبه لذلك.
عندي يقين بأن جيل اليوتيوب والسناب شات والتنفليكس وغيرها، لا ينتظرون قدوم شهر رمضان ووقت الإفطار ويجلسون أمام التلفاز لعدة ساعات؛ ليشاهدوا أو يسمعوا نكتة وخفة دم مكررة في كل القنوات، فهم تفوقوا في ذلك وينتجون مئات المقاطع المليئة بالطرف والنكت بلا تكاليف مادية أو فواصل إعلانية، ولا بالبحث عن منتج أو مخرج أو بطل خفيف الظل أو مهرج يحمل شماغًا على كتفه أو مبتزًا يقدم لهم مقالب بأسلوب أفلام هندية.
ما يحتاجه شباب اليوم هو توجيه واستغلال لفرصة اجتماع آلاف الأسر بين المغرب والعشاء في رمضان، ويقدم لهم برامج هادفة ومسلسلات تجسد شخصيات بارزة في المجتمع كالراحل الوزير الأديب غازي القصيبي -رحمه الله- أو غيره، فما المانع من تقديم ذلك في أسلوب درامي، ويعرض كنموذج يقتدى به شباب اليوم في حنكته الإدارية وأدبه الجم، لماذا لا نظهر للعالم الجانب المشرق لمجتمعنا السعودي ففينا يوجد الوزراء والعلماء والمخترعون ممن خدم دينه ووطنه فلهم الحق علينا بتجسيد أدوارهم والافتخار بهم.
لماذا لا نجمع بين الأسلوب العلمي والدرامي في معالجة قضايا المجتمع بدلًا من عرضها فقط وبدون طرح الحلول المناسبة لمعالجتها وبيان وجه الصواب من الخطأ لنربي الجيل على القيم.
إن دراما اليوم تغرّد خارج السرب وبعيدةً كل البعد عن الواقع الذي نعيشه، فمهما بلغت بنا مشقة الصيام فلسنا بحاجة لكوميديا لترويح عن أنفسنا والضحك على موائد الإفطار؛ ولسنا بحاجة لتعليم أبنائنا فنون الابتزاز أو الحيل للهروب مع فتى أو فتاة الأحلام.
همزة وصل:
السماجة أن تسمح لأحد بإهانتك أمام الآخرين، والدلاخة أن تأخذ مالًا مقابل ذلك.