سأكتب اليوم عن موضوع مجتمعي مهم ألا وهو تغير الصورة النمطية للمرأة السعودية في أقل من ثلاث سنوات، والقفزات الكبيرة التي حققتها في هذه الفترة البسيطة عندما أتيحت لها الفرصة؛ حيث إنها كانت طوال السنوات الماضية متفرجة تجلس على مدرجات الحياة؛ لترى الرجل يلعب ويحقق، وينجز وهي متفرجة، وفي كثير من الأحيان مساعدة للرجل ومشجعة له؛ لينجز ويتفوق ويحصل على الألقاب تلو الألقاب دون أن يجير لها أي إنجاز، ولكن في الآونة الأخيرة قامت الدولة -أعزها الله- بتمكين المرأة السعودية من النزول من المدرج، ودخولها إلى ملعب الحياة؛ لتقوم بدورها في تحقيق الإنجاز لكي يسجل باسمها ولا أستغرب أبدًا بأنها أبدعت، وأدهشت الجميع بجمال أسلوبها العملي وتفوقها في جميع المجالات التي سمح لها بخوضها، فعلى سبيل المثال قيادتها للسيارة، الكل كان يتوقع أن الحوادث ستكثر، وأن الضحايا سيكونون في ازدياد، وأن وأن وان، ولكن وجدنا أختنا وابنتنا السعودية دخلت مجال قيادة السيارة بكل هدوء ورزانة وترتيب؛ حتى إنها تفوقت كثيرًا في موضوع الالتزام بالقواعد المرورية.
وفي مجال العمل الإداري المكتبي، وجدناها منظمة ومنتظمة لحد أنها تفوقت على الكثير ممن سبقها في المجال من غير السعوديات، وحتى غير السعوديين أقصد إخواننا الوافدين الرجال.
وفي عدة مجالات برعت السعودية ابنة المملكة في الطب والهندسه والطيران، فالمرأة السعودية مبدعة بطبعها، خلاقة بأسلوبها حتى وهي ست بيت، تجد لمساتها ذات رونق جميل آخاذ، ينبع من ذوق رفيع وتربيتها لأبنائها تربية لجيل يستحق أن يحمل لواء أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. لقد ظلمت ابنة السعودية عندما حجبت عن معترك الحياة العملي؛ لكي تقبع صورتها النمطية في أذهان الكثيرين بأنها إنسانة كسولة، ولا تنفع للعمل حتى في بيتها فضلًا عن العمل خارجه، وتكونت هذه الصورة؛ نتيجة حجب الفرصة عنها، ولكن وفي عهد العزم والحزم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حصلت المرأة السعودية على فرصتها التاريخية، والتي وضعتها على محك النجاح أو تثبيت الصورة النمطية غير الصحيحة؛ لنجدها بكل فخر تنجح وتبهر الجميع، وتقول بعلو صوتها أنا ابنة السعودية العظمى، أنا معول بناء لبلدي الغالي، أنا موجودة؛ لكي أضع بصمة واضحة صريحة في صحيفة التنمية المجتمعية، والاقتصادية، والسياسية لدولة عظيمة لايمكن أن أتخلف عن مواكبة تطورها، نعم صدقتي ابنة البلد، نعم عملتي، نعم نجحتي، نعم استحققتي الفرصة التي استغليتيها بكل جدارة وقوة، ووصلتي لمكانة متقدمة بين نساء العالم. سيدتي أنا شهادتي في حقك نبعت من مشاهدتي، ومن تلمسي لنتائج عملك؛ فقد كنت مع من يعتقد أنك لاتقدرين فوالله أنك تقدرين على كل مجال خضتيه لتصلي لا على الهرم فيه؛ ولتصلي لدرجة الإنجاز المتقن بكل ماتعنيه الكلمة هذا، وأنتِ في البداية، فكيف إذا واصلتي المسير، وبأمر الله تواصلي مسيرتك وفق القواعد الشرعية لا العرفية؛ فإن كل قاعدة شرعية هي صحيحة، وكل قاعدة عرفية تحتمل الصواب أو الخطأ؛ لأنها من صنع الإنسان، والأولى من أمر الرحمن سبحانه وشتان بين الاثنين، ولا مجال للمقارنة إلا للقواعد العرفية المستمدة من قواعد شرعية، وقد ذكرت هذه الجزئية من أجل أن هناك من يدعي خطأ خروج المرأة لمجالات العمل المختلفة دون استناد على قاعدة شرعية، بل عرفيه لهؤلاء أقول إخواني لم تنعكس المفاهيم، بل اتضحت الصوره واضحة جلية، ابنة السعودية قادرة على مشاركة الرجل السعودي، بناء مستقبل هذه البلاد العظيمة بقيادة ولي أمرنا، ووالدنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- ورعاهم، وإلى المجد ياوطني، ولكِ كل التقدير والاحترام يا ابنة بلدي ممزوجة بالمحبة والأمنيات الصادقة؛ لكي يتبوأ أعلى مكانة بين قريناتك من نساء العالمين؛ لكي تكوني امرأة مسلمة، متسلحة بعلمك، ومتقوية بدينك مستندة على عزوتك ابن وطنك الذي تمثلين له الأم، والأخت، والزوجة، والابنة، سيري ابنة السعودية، وكلنا سند لكِ بعد الله سبحانه وتعالى ..