المقالات

قصائد مختارة من شعر سماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيل

إمام الحرم

(14)

كان سماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيَل –رحمه الله-، أديب متمكن وأريب بارع، ومجلسه مجلس علم وفقه وأدب، فيه النوادر الفقهية والملح الأدبية والمقطعات الشعرية؛ إلا أنه لم يكن من المكثرين في التأليف، وكانت دواعي نظم الشعر لديه خاصة -كسلف أهل العلم-؛ لانشغاله بمهامه الوظيفية، والإمامة والخطابة، والدعوة وتبصير الناس.

وأشهر قصائد سماحة الشيخ محمد السبيّل، مرثيته في (فقيد الأمة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ‏ووالده الشيخ عبد الله محمد السبيّل، ‏وشقيقه سماحة الشيخ عبد العزيز السبيّل، وفي سماحة الشيخ عبد الله بن حميد –رحمهم الله أجمعين-)، من أبيات تلك القصائد التالي:

-مرثية في فقيد الأمة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود –رحمه الله – المتوفي عام 1395 هجرية

المللك فيصل -يرحمه الله-

 

هول جسيم وخطب فادح

جلل تجرعت كأسه الأملاك والدولُ

تبكي الممالك والأملاك قاطبة

والمروتان وبيت الله والكلل

والطائفون به يدعون فاطرهم

والقلب منصدع والعين تنهمل

وضج فيه ذوو الإسلام إذ فجعوا

يبكيه شيب وشبان ومكتهل

كأنهم قط ما مرت بهم محن

من قبل ذاك وماسالت لهم مقل

مدوا أكفهم لله ضارعة

يدعون رباً لطيفاً كلهم أمل

رباه رحماك إنّ القلب منفطر

وفي الفؤاد لهيب النار يشتعل

فجيعة الفيصل الحامي الذرى قصمت

ظهر العروبة واندكت لها القلل

حاطت رعايته الداني ومن بعدوا

من كل مطلع بالحق يحتفل

فاليوم ننعي مليكاً شأنه خطر

وأمره عجب وشخصه دول

ينعى التضامن للإسلام رائده

والمجد ينعاه والهمات والعمل

جمّت فضائله طابت مناقبه

عم الرعية منه العدل والنحل

 

-مرثية في سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد –رحمه الله- المتوفي عام1402 هجرية

على مثل هذا الخطب تهمي النواظر

وتذري دماء مقلة ومحاجر

 

ألا أيها الناعي لنا علم الهدى

أصدقاً تقول أم مصاباً تحاذر

 

لإن كان هذا النعي حقا فإنما

نعيت الذي يبكيه باد وحاضر

 

تعبت الذي يبكيه كهل ويافع

ويبكيه شبان ويبكي الأكابر

 

نعيت الذي يبكيه محراب مسجد

ويبكيه تذكير وتبكي المنابر

 

وتبكيه دور للعلوم ينيرها

بفهم دقيق يجتنيه المثابر

 

ويبكيه فصل الحق بالعلم مدعما

ويبكيه صاد للفتاوی وحائر

 

هو الشيخ عبد الله نجل محمد

به أمة الإسلام حقأ تفاخر

 

قوي بفصل الحق قاض موفق

به يرتضى خصم وتهدأ ضمائر

 

وفي الله لم تأخذه لومة لائم

يناصح سراً تارة ويجاهر

 

سحابة علم روت الروض والربا

فأخصب منها مربع ومحاجر

 

سيبقى له في قلب كل موحد

سريرة حب يوم تبلى السرائر

 

مضى ابن حميد بالمفاخر والتقى

فلله عمر بالفضائل زاخر

 

-مرثية في شقيقه سماحة الشيخ عبد العزيز -رحمه الله – المتوفي عام ۱4۱۲ هجرية

تجري الأمور على ما خطه القدر

وكل حي له من دهره غير

أما ترى العلم والإسلام قد فجعا

بعالم عامل لله مؤتمر

لقد فجعنا بموت الحبر عالمنا

عبد العزيز الذي قد ضمه المدر

بيكي عليه الوری تبكي مجالسه

تبكي المحابر والأقلام والزبر

تبكي مساجدها تبكي منابرها

تبكي له حلق تتلى بها السور

لله من عالم بالفقه مضطلع

كالبحر طاشت له من موجه درر

ما كان مكتسبا بل كان محتسبا

ستون عاما بنشر العلم يبتدر

بالعلم مضطلع بالحلم متصف

والصبر شيمته والصمت والبشر

فيه الأناة فلا طيش يطيف به

بالحلم يدرأ لا عجز ولاخور

زان القضاء وكان العدل همته

عشرون عاما بفصل الحق مشته

يحاول الصلح للخصمين مجتهدا

بالعدل يفصل إن يأبوا ويشتجروا

أستودع الله من في القاع أعظمه

أنت الإله الذي يرجى ويدخر

أنزل عليه شآبيب الرضا ديماً

ما امتد ظل غمام أو همى مطر

 

  • وله أبيات أخرى في مناسبات مختلفة منها:

في العام 1385هجرية، انتقل سماحة الشيخ محمد السبيّل – رحمه الله – إلى مكة المكرمة، وقبل سفره بأيام دخل الفصل في معهد بريدة العلمي، وكتب على السبورة مودعا طلابه وزملائه، أبياتا يقول فيها:

هذا الوداع وما نفسي تطيب به

وهل يطيب فراق الفتية النجب

كيف السلو عن الصحب الذين همو

قد أحرزوا السبق في علم وفي أدب

ما كنت أحسب أن الشمل مفترق

هذي المقادير فاصبر صبر محتسب

أوصيكموا بالتقى في كل آونة

وحاذروا سكرة اللذات واللعب

أستودع الله أشبالا عرفتهموا

بالفضل مع كرم الأخلاق والحسب

ثم الصلاة على خير الورى شرفاً

أكرم به خير مبعوث ومنتخب

 

غداً بمشيئة الله تعالى.. عن وفاة سماحة الشيخ محمد السبيّل

—————————-

YMS4444@GMAIL.COM

 

 

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button