المقالات

قالوا عن سماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل

إمام الحرم

الحلقة (18)

قال معالي الدكتور، محمد بن علي العقلا، مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (سابقاَ)

إن الحديث عن سماحة والدنا وشيخنا العالم الجليل سماحة الشيخ محمد بن عبدالله السبيّل، ذو شجون وشؤون، فلقد عُرف -رحمه الله- وتميز بدماثة الخلق، ولين الجانب والكرم والتواضع والصلح بين الناس والإحسان إلى الناس والسمع والطاعة لولاة الأمر -حفظهم الله- ويضاف إلى ذلك جهوده التوعوية والدعوية من خلال مشاركته بدروس المسجد الحرام ورحلاته الكثيرة للدعوة في بعض الدول الآسيوية والإفريقية، وخلال عمله في رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بذل جهوداً كبيرة في تطوير هذا الجهاز،ومازالت بصماته باقية حتى وقتنا الحاضر، أسأل الله أن يجعل ما قدم في موازين حسناته، وخلف -رحمه الله عليه- ذرية صالحة مباركة عملت على إحياء ذكره وسارت على نهجه ومنواله،  رحم الله سماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل، وغفر له وأسكنه فسيح جناته ووسع له في قبره، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

 

قال معالي الدكتور، محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام (سابقاً):

عالم من علماء الأمة، تقي، ورع، ذو أخلاق رفيعة، ومناقب عالية، وتواضع جم، وسماحته من رواد التعليم الأوائل ذوي الأثر الطيب والتأثير الملموس، وقد أحبه طلابه رحمه الله وكانوا يتنافسون إلى حضور دروسه دون كلل أو ملل وذلك لغزارة علمه وحسن أسلوبه وقدرته على إيصال المعلومة وبشاشته وسماحته…في المجالس يفسر ويحدث ويفتي ويروي الجيد من الشعر وأمثال العرب والقصص الهادفة، موفق في اختيار الشواهد أثناء حديثه من القرآن الكريم والسنة المطهرة أو الشعر أو الحكمة، فيشد السامع إليه بحسن عبارته، وبراعة استهلاله وحسن انتقاله من فكرة إلى أخرى، فهو عالم ومرجع في علوم شتى، منها علوم القرآن والحديث والفقه والفرائض وعلوم اللغة العربية.

وهو محبوب لدى الجميع، أحسن -رحمه الله- القيادة، وحزم أمر الإدارة، وتميز في رئاسة الحرمين الشريفين، وطور العمل فيها، فتحقق في وقته بدعم خادم الحرمين الشريفين الشيء الكثير في الحرمين الشريفين، اللهم أغفر لسماحة شيخنا ووالدنا الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل، وأرحمه وأسكنه فسيح جناتك، وأجزه عني وعن طلاب العلم والمسلمين خير الجزاء. (صحيفة الجزيرة  ٦ صفر ١٤٣٤هـ)،

 

وقال الشيخ الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي، أحد تلاميذ سماحة الشيخ ، والأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

كنت أرى سماحة الشيخ محمد بن عبدالله السبيّل، في بعض المناسبات التي يُدعى لها والدي -رحمها الله- وكانت تعجبُني سكينته وهدوؤه ورزانته حتى في حال تبسطه وأريحيته، وفي أواخر العام ١٤٠٢ هجرية، بدأ سماحة الشيخ محمد السبيّل -رحمه الله- بتقديم الدروس في عدد من الكتب، حيثُ دعا الشيخ عمر بن محمد السبيّل –ابن الشيخ محمد -رحمهما الله-، بعض من يعرفهم من الحريصين على طلب العلم، إلى حلقة الشيخ محمد السبيّل، في المسجد الحرام، بعد صلاة الفجر من كل يوم، وكان من توفيق الله لي أني كنت أحد هؤلاء، وكنت في المرحلة الثانوية لم أتجاوزها، كان سماحة الشيخ محمد السبيّل، يُرسل الفائدة الشرعية أو اللغوية أو الشعرية أو البلاغية أو الأصولية أو العقدية أو العروضية، وكأنه هو من يستفيد المعلومة لا من يرسلها ليستفيد منها غيره، وقد كان حقاً عالماً بكل تلك الفنون ،وكان الشيخ في درسه حريصاً على مباحث العقيدة وتبليغها للناس، لهذا كان عندما يأتي مبحث عقدي سواءً أكان الدرس في الحديث أم الفقه أم النحو، فأنه يصرف وجهه عن الطلاب وينطلق به نحو سائر الحضور ليتحدث ويعظ في التحريص على جناب التوحيد ولاسيما في توحيد العبادة، وقد قرأت عليه كتاب الروض المربع.

وكان رحمه الله كما عرفته محباً للاستماع أكثر من الحديث، عرفت ذلك عنه في المناسبات التي حضرتها بحضرته، رغم تصدير الداعين له ورغبتهم بسماع الحديث منه؛ كما عرفتها عنه حين كنت أزوره في بيته أثناء تسجيلي معه حلقات البرنامج الإذاعي نور على الدرب، رحم الله سماحة شيخنا محمد بن عبد الله السبيّل، رحمة واسعة، ورفع درجته في عليين، والحقه بسلف المؤمنين.

قال الأستاذ، حاتم بن حسن قاضي، رئيس لجنة إصلاح ذات البين، بإمارة منطقة مكة المكرمة:

كان سماحة الشيخ محمد السبيّل – رحمه الله تعالى – أحد هؤلاء الأعلام ببلد الله الحرام، وأكرمه الله بإمامة وخطابة المسجد الحرام لأكثر من (45) عاماً، وكانت له سمعة حسنة في الداخل والخارج، عرفته عن كثب عندما تشرفت بالعمل في رابطة العالم الإسلامي بمكتب معالي الشيخ محمد بن علي الحركان، أمينها العام –رحمه الله- ثم لقيته مرات عديدة عندما كان عضوا بمجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، وكانت تربطه علاقة مودة وزمالة مع معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد للرابطة، وكنت أستفيد من مداخلاته العلمية في مجلس مجمع الفقه الإسلامي، وعندما يكلف من المقام الكريم بالسفر إلى الخارج للمشاركة في افتتاح مساجد أو مدارس أو دور أيتام في مختلف أنحاء المعمورة؛ كان الناس هناك يفرحون لقدوم أمام وخطيب المسجد الحرام، وباعتباره يمثل المملكة في اعتدالها ووسطيتها، ودعمها للقضايا العادلة، ويُذكّر بسمته ووقاره وحبه للناس وتواضعه الراحل الشيخ عبدالعزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف لأكثر من (45) عاماً أيضاً، ومن أكثر ما يتمتع به سماحة الشيخ السبيّل مشاركة المجتمع بكل أطيافه في أفراحهم وأحزانهم وبشخصيته المتميزة بالاعتدال والوسطية والسعي في الإصلاح بين الناس، رحم الله سماحة الشيخ محمد السبيّل، رحمة الأبرار، وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار. ، وقد كتبت هذه الأبيات عقب انتقاله إلى جوار الله تعالى في شهر صفر من العام 1434 هجرية،

 

غداً بمشيئة الله تعالى.. تقدير المملكة العربية السعودية للعلماء

————————

YMS4444@GMAIL.COM

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button