إمام الحرم
الحلقة ( 19)
أُسِّست المملكةُ العربية السعودية، على العقيدة الإسلامية الصحيحة، وسَعتْ إلى نشر الإسلام بمنهجه الوسطيِّ المعتدل، في جميع أقطار الأرض، وعايشتْ همومَ المسلمين وقضاياهم، ووقفت إلى جانبهم نُصرةً وتعاوناًومؤازرة، منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله تعالى-، ثم أبنائه الكرام من بعده، رحم الله من توفي منهم، وحفظ الله تعالى وأيَّد خادمَ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ووليَّ عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وقد اعتنى قادة المملكة –جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً- بالعلم والعلماء، وحفظوا مكانتهم وقدَّروها في مجالسهم وفي المجتمع، ودعموا دورهم الدعويَّ في نشر العقيدة الصحيحة؛ وتمثل هذا التقدير والتكريم للعلماء، في مواطن كثيرة سجلها التاريخ بمداد ناصع منذ تأسيسها-ولله الحمد-، وتحققت بذلك مصالح عظيمة للأمة الإسلامية كافة؛ حيث أن توقير علمهم الذي يحملونه وتمكينهم؛ ساهم في تبليغه للناس بمنهج وسطي واضح ومعتدل، فكانت الرحلات العلمية والدعوية الخارجية للعلماء؛ والتي اُفتتحت فيها المساجد والمراكز الإسلامية والأكاديميات والمدارس، وأُقيمت الدروس والمحاضرات؛ للتعريف بالإسلام الصحيح ورفع الجهل، ومساعدة الراغبين في الاطلاع على الثقافة الإسلامية، ونشر اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها، وبذل الرعاية للمسلمين، وصدِّ الدعوات المُغْرِضة ضد المملكة العربية السعودية، والتحذير من الشرك ووسائله، وبيان زيف الفِرَق الضالة، والمذاهب الهدَّامة، وموعظة الناس وإرشادهم للابتعاد عن الخلافات التي تُسبب الفرقة والاختلاف، وحثِّهم على حُسن التعامل والسلام مع الناس كافة.
وبتوفيق الله وفضله، ثم بدعم وتمكين ولاة الأمر، ساهم العلماء المخلصين من هذا البلد المبارك، في إزالة الكثير من البدع والمنكرات، وتكاتفت جهودُالجمعيات والمراكز والمدارس الإسلامية؛ لتحقيق المقاصد الشرعية، والتحلِّي بالأخلاق الإسلامية والآداب الشرعية- ولله الحمد-؛ ليكون الناس على طريق وسطية مستقيمة، ومحجة واضحة، لا غموض فيها ولا التباس.
كما اعتنت الدولة -وفقها الله- بالعلماء والمشايخ الثقات؛ فساهم دورهم في بيان الحق والنصح؛ من خلال الرد على استفتاءات المسلمين كافة، والحجاج والمعتمرين في مواسم الحج والعمرة وموسم رمضان خاصة؛ واستفساراتهم، مباشرة وعبر البرامج والملتقيات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، ووسائل الإعلام (المرئي والمسموع والمقروء)، ومُنع أهل الأهواء والبدعة والفساد من إضلال الناس وغوايتهم.
وقد كرمت حكومتنا الرشيدة –وفقها الله –الذين ساهموا في خدمة الوطن في شتى مجالاته، ومنهم العلماء، حيثُ سُمِّيتْ بعض (الجوامع والمساجد والمدارس والمكتبات والقاعات والشوارع المحورية الكبرى والميادين العامة) بأسمائهم.
فجزى الله قيادتنا الرشيدة كل خير على دعمها للعلم والعلماء، وأثابهم عليها، وأدام عليهم في الدنيا العزة والتمكين، ودفع عنهم حسد الحاسدين، ومكر الماكرين.
مدرسة بِاسم الشيخ محمد السـبيّل ، إمام وخطيب المسجد الحرام ، بمكة المكرمة – رحمه الله –
شارع بِاسم الشيخ محمد السـبيّل – رحمه الله – بمكة المكرمة
غداً بمشيئة الله تعالى..الحلقة الأخيرة من سلسلة حلقات سماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل (رحم الله أبي)
——————
YMS4444@GMAIL.COM