المقالات

إعادة ضبط الحياة

توطئة:
(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ).
بعيدًا عن القناعة العلمية.. أو فكرة المؤامرة.. فحتمًا كلها من تقدير خالق الكون الكبير المتعال…
ولن أخوض في هذا الجانب… إنما سأكتفي بإيماني المطلق بتدبير مدبر الخلق.. وإنه جل وعلا إذا أراد أمرًا فإنما يقول له كن فيكون…
ثم السبب ..
(حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ).
وهذا مبرر كاف لنسف طغيان البشر وجبروتهم، وابتعادهم عن خالقهم ومدبر أمورهم.. بل نازعوه ملكه وجبروته ووحدانيته..

ورغم ماسببه وباء كورونا من كوارث…إلا أنني شخصيًّا أرى أنه مفيد للإنسانية *وإعادة ضبط الحياة* رغم الضحايا.. والخسائر….

*غطرسة وكبرياء البشر وصلت لمرحلة اللاعودة… من الطغيان والتمرد… و التعالي على خالقهم…(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ…)
ف “رحمهم” الله بهذا الإنذار الهادئ الناعم.. الخفي… وليس بكوارث طبيعية أو حروب فتاكة..وقال لهم: أنا الله، أنا الجبار، أنا المتحكم في هذا الكون وفي كل مايحتويه..
*أعاد البشرية إلى الهدوء والتفكير والاعتبار (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
*أعاد الأسر إلى بعضها..فالتم الشمل وتقارب أفراد العائلة فعادت المشاعر.. وتجددت الروابط.. وسادت المودة والسكينة..
*نشر الوعي والانضباط.. والالتزام والانصياع لتوجيهات أصحاب الشأن والخبرة.
*كبح جماح الهياط والمبالغة في الصرف على السفر واللهو والكماليات والبذخ الزائف…(وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا….)
*وضع الأشخاص في مواضعهم الحقيقيه.. بعيدًا عن زيف التلميع وبروز بعض الرعاع والرويبضات… “ومشاهير” التواصل الاجتماعي.
*أعاد ترتيب أولويات الحياة.. بشكلها المنطقي والعقلاني.. فلا قيمة للمال والسلاح والقوة والجمال، بل المجاني أصبح الأغلى..”الأوكسجين”.
*تعلم الناس وتعودوا على استخدام التقنية بالعمل، والدراسة، والمؤتمرات، والمحاضرات والتبضع و… و… عن بُعد.
وإن البقاء بالبيت بأمنٍ وصحةٍ وعافية.. ممكن وغير مميت.. وخير من غرف المستشفيات والعنايات المركزة..أو المقبرة لاسمح الله.
*عودة البشرية إلى خالقهم بمختلف دياناتهم…(فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا….)
فتوحد التوجه للسماء
مع اختفاء كافة مظاهر الفسق والمجنون والمجاهره بالمعاصي وإغلاق دورها وحاناتها…
*فضح ادّعاءات الرأسمالية والليبرالية ودعاة حقوق الإنسان الزائفة…
*تعافى الكون والطبيعة، وانعدم التلوث البشرى، والتأم ثقب الأوزون.. فأصبح الكون أطهر وأنقى..
*قلت الحوادث.. وازدحام الشوارع.. ومعدلات الجريمة… وتوقفت التوترات الدولية.
*تمايز الأصدقاء عن غيرهم على مستوى الدول والأفراد..
*تألقت مملكة العطاء والإنسانية على الصعيدين الداخلي والخارجي… قولاً وفعلاً فغاظت الحساد، وقهرت المرتزقة،
ومايصح إلا الصحيح… شاءوا أم أبوا..فتحية إجلال وإكبار لوطننا الغالي ولحكومتنا الرشيدة.

وشكرًا لله أولًا وأخيرًا..ثم لرسوله الخفي COVID-19
(فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرًا ۝ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرا)
والسلام عليكم ورحمة الله.

Related Articles

5 Comments

  1. موفق على هذا المقال الدعوي المؤثر والذي خُتم بيسر بعد عسر .
    بارك الله في جهودك يا د. محمد و منتضرين المزيد

  2. مقال جميل و في الصميم بقلم طبيب ماهر شخص واقع الحال وكاتب مبدع طرح تساؤلات كثيرة جمعت فيها كل متغيرات وانماط الحياة وسلوك البشر السلبي مع خالقه ومجتمعه وبيئته كل نقطة سلبية ابرزتها تستحق اعادة التفكير وتستحق اعادة البوصلة الى اتجاهها الصحيح حقيقة وضعت النقاط على الحروف دمت مبدعاً

  3. لافظ فوك دكتور محمد ….دائمآ مبدع والأزمات تضهر المتميزين حفظك الله وأسركم وأهليكم من هذه الجائحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button