أول الغيث قطر، ثم ينهمر
بهذه المقولة استبشر العراقيون خيرًا بعد بوادر الانفراجة التي يأمل العراقيون أن تكون كما يتوقعون.
حكومة جديدة بحلة شبابية جديدة تقلب الطاولة على الفساد والفاسدين، تفتح الملفات التي أغلقت ضد حكومات متتابعة حملت في حقائبها قتل وعنف ودمار وحرب طائفية استنزفت ما لا يمكن وصفه من دماء العراقيين.
بوادر حكومة الكاظمي نحو التجديد بدأت منذ إعادة الهيبة للمنظومة العسكرية العراقية بعد أن فرقها القرار وصولًا إلى فتح ملف السجون السرية؛ خصوصًا لأبناء السنة في العراق الذين شردتهم الفصائل المسلحة التي تستلم أوامرها من طهران،
وبالحديث عن طهران يبدو أن التأييد الكبير الذي حظيت به حكومة الكاظمي قد أثار حفيظتها وغيرتها لتسارع هي الأخرى، وبخطوات مثقلة بهموم البلد المنهك اقتصاديًّا نحو مباركة خجولة للكاظمي الذي تشير المعطيات أنه يحمل بين أيديه ملفات ضد ميليشياتها في العراق إذا ما بدأ بفتحها قد تحرق كافة مقرات هذه الأحزاب،
ولم تكن الغبطة التي سادت الشارع العراقي تخص تصحيح البيت السياسي العراقي فقط، بل كذلك شهد بيت الوقف السني العراقي عودة لأهله في إدارته الجديدة بعد أن كان قرار الإدارة السابقة يصلها من طهران الأمر الذي كان حديث العراقيين أجمع،
وبعودة البيت السياسي العراقي والوقف السني إلى أبنائه يأمل العراقيون أن يحمل القادم من الأيام ما يشير إلى عودة العراق إلى حضنه العربي بعد غياب دام سبعة عشر عامًا سرق فيه القرار السياسي الذي كان يصل مكتوبًا من طهران، وتنفذه الأيادي العابثة في بغداد.