بدأت علاقتي بالدكتور عاصم حمدان ـ يرحمه الله ـ أثناء انعقاد الدورات التدريبية للمطوفين والتثقيفية لقيادات المؤسسات التي كانت تنظمها وزارة الحج للعاملين في الحج، قبل إنشاء مركز تدريب العاملين في الحج والعمرة.
وفي عام 1416 هـ وبعد أن رشحني السيد / خالد محمود علوي مدير إدارة وتحرير مجلة التضامن الإسلامي ـ الحج والعمرة حاليًّا ـ للانضمام لأعضاء هيئة تحرير نشرة “المطوف” الصادرة عن الوزارة أثناء انعقاد الدورات التدريبية، ازدادت علاقتي بالدكتور عاصم ـ يرحمه الله ـ؛ حيث كان يتابع نشاطي الصحفي بجريدة الندوة، وبعد توليه رئاسة تحرير مجلة التضامن الاسلامي، طلب من السيد / خالد علوي انضمامي معهم في المجلة، كمحرر متعاون بالقطعة، فوجدت في هذا الطلب فرصة جيدة للاستزادة والاستفادة، ولم أتردد في قبول الطلب.
وشكل أول موضوع كلفت بعمله بداية صعبة بالنسبة لي لكنها جيدة، عرفتني الفرق بين عمل الجريدة اليومي، وعمل المجلة الشهرية، فالمادة التحريرية في المجلة تستدعي ضرورة العمل بشكل جيد ودقيق، والبحث عن المعلومة بأدق تفاصيلها، وكان أول موضوع شاركت به في المجلة عن “مكتبة الحرم المكي الشريف”.
ولم أكد أتنفس الصعداء وينشر الموضوع وأتسلم المكافأة، حتى هاتفني السيد / خالد علوي قائلا: “الدكتور عاصم مبسوط من موضوع مكتبة الحرم، ويقول لا تنسَ مكتبة مسجد ابن العباس، في العدد القادم ” !
ووعدته خيرًا، ولم يكن أمامي مفر من تنفيذ مطلبه، وبعدها التقيت بالدكتور عاصم ـ يرحمه الله ـ ، فبادرني قائلًا: ” رأيت الكنوز الموجودة في المكتبتين، كم أتمنى أن يهتم الشباب بمحتوياتها ويعملوا على الاستفادة منها”، وبكلماته هذه أدركت قيمة الكتاب لديه وحرصه على المحافظة عليه، وحث الشباب والناشئة على ملامسته.
والدكتور عاصم ـ يرحمه الله ـ، إن كان قد صور الحياة الاجتماعية بمكة المكرمة في كتابه “أشجان الشامية”، الحي الذي نشأ وترعرع فيه، فإنه رغم بعد المسافات، لم يغب عن مجالسة أصدقائه بمكة المكرمة، وكان مجلس الشيخ سراج عياد بالعزيزية شاهد على ذلك، فلم يقل يومًا أن زحمة رمضان أو موسم الحج تمنعه عن زيارة أصدقائه بمكة المكرمة.
رحم الله الدكتور عاصم الإنسان المتواضع الحريص على اللغة العربية وآدابها.