عُدت بحال المُربّي
عبدالخالق المحمد
هكذا أجابني العيد عندما كتبت سؤالي وسؤال كل وسائل الإعلام هذه الفترة، (بأي حال عدت ياعيد؟) قال: لقد عدتُ إليكم هذا العام لأعلمكم لقد عدت لأنبهكم، لقد عدت لأُربيكم جميعًا عدت إليكم على هيئة شيخ وقور ومعلم غفور عمري تجاوز ال١٤٠٠ عام كنت دائمًا ما أنصحكم، وأوجهكم بالحسنى والحكمة والموعظة الحسنة، لكنكم ظننتموه ضعفًا وعدم قدرة على العقاب، أليس كذلك؟ أقصدك أنت نعم وأنتِ مهما كنت في هذه الحياة. إن كنت رجلًا فأجبني: ألم تعلم أيها الأب والزوج والأخ أن دينك قد سمح للمرأة أن تخرج لتصلي العيد معك، وتشارك في هذه الشعيرة ولو كانت من (الحُيّض)؟ أخبرني ماهو شعورك الآن وأنت لاتستطيع الخروج للصلاة مثلها؟ أيها الأب ألم تعلم حين تُهدي أولادك فتخص البنين بالهدايا الفاخرة والبنات بما هو دونها أو مايسميه العامة(تسليكيه) بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)؟ ألم تعلم حين تكون خطيبًا وداعية تخطب للعيد أنه لايحق لك أن تنفرد بخطابك للمرأة الحاضرة بل يجب عليك أن تُشرك معك أكثر من امرأة لها باع في المجال الدعوي(المعتدل) في إعداد النصائح الموجهة للحاضرات من النساء؟ ألسن هن أعلم منك بحالهن؟ وما يناسبهن من أسلوب وطريقة للدعوة والنصح؟ ألم تعلم أهلية المرأة في الإسلام وأنها كاملة الأهلية والمسؤولية كالرجل؟ وأنه قد كفل لها عدد من الحقوق، ومنها حق العمل عند الحاجة وأنت في كل خطبة عيد تلمز العاملات؟! ماهو شعورك الآن وقد سُلب منك منبرك؟
وأنتن ياشقائق الرجال، أجبن: إن كُنتِ مؤثرة في محيطك فهل وجهتِ من حولك من الفتيات بموقف الشرع ومطالبة منهن في العيد بأسلوب دعوي بليغ معتدل؟ وإن كنتِ أُمًا أخبريني: هل كنتِ توزعين قبلاتك وأحضانك بين أولادك في يوم العيد بالعدل؟ وهل كنتِ توجهين بناتك للحياء والحشمة وإظهار الفرح والسرور بالعيد في حدود ماسمحت به الشريعة والأدب؟
والآن أجيبوني جميعًا: أين كنتم في الأعياد الماضية عندما بكى كبار السن عجزًا في الدور لتشاركوهم الفرح والسرور؟ وأين كنتم عن المرضى حين بكوا ألما ووجب عليكم زيارتهم شرعًا؟ وأين كنتم عن نازلي الدُور الاجتماعية بكافة مسمياتها؟ أوه هل هذا لايعنيكم؟ وتنظير؟ ولا يلامس واقعكم وكلام مثالي إذا فل أقرب لكم الأمر : هل راعيتم مشاعر أقاربكم الأقل منكم ماديًّا في إظهار مشاعر الفرح بالعيد؟ هل مسحتم على رؤوس الأيتام منهم؟ وحاولتم توفير مايحتاجونه للعيد مثل أبنائكم؟ هل تفقدتم جيرانكم ومعارفكم الذين يبكون حسرة يوم العيد؟ فكل واحد منهم يحول بينه وبين الفرح بالعيد مثلك شيء يسير بالنسبة لك تستطيع تقديمه له! هل كنتم توجهون أولادكم حين الخروج بالالتزام بالآداب العامة وأنظمة السير؟ أم أن التفحيط ورفع أصوات السماعات والأبواق يُعد حرية شخصية ومظهرا من مظاهر الإحتفال؟! هل كنتم مُدركين لخطورة الألعاب النارية حين تقومون بشرائها لهم؟! وأنكم تخالفون الجهات الحكومية المانعة لها؟! أين أنتم عمن هم تحت أيديكم من السائقين والعاملات؟ هل تُلبسوهم الجديد معكم وتشاركوهم فرحة العيد؟ أم لا يحق لهم ذلك مثلكم؟! وأين أنتم عن صلة الرحم والتسامح والتصافي يوم العيد؟! والكثير الكثير من الأسئلة التي أستطيع توجيهها لكم ولن تملكوا إجابة شافية غير أنكم مُقصرون…..
في الأخير أرجو ألا أكون قد قسوت عليكم فالمربين أحيانًا تحتم عليهم الظروف الشدة…
ولا يُنسينكم ماتمرون به أن العيد شعيرة من شعائر الله (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) صلوا في بيوتكم وافرحوا وأظهروا السرور وتواصلوا مع أحبابكم اجتماعيًّا ب(وسائل التواصل) وتباعدوا عنهم جسديًّا، وكونوا عونًا للجهات الحكومية كافة ليرتفع هذا الداء عن العالم أجمع.. وكل عام والعالم أجمع بخير.