عيد الفطر المبارك لهذا العام 1441هـ لن تنسى مجمل تفاصيله فهو عيد ليس كالأعياد الماضية..! عيد أتى وسط ظرف صحي استثنائي عالمي سيبقى محفورا في الذاكرة كثيرا ولن تُمحى تفاصيله، بل سيُكتب ويُخلد في التأريخ أن هذا العيد لعب فيه المخرج بمفرده دورا كبيرا أرهق الممثلين فيه بعد أن لعبو أدورا لم يقرأوا نصها جيدا، ولم، ولن يستطيعوا قراءة النص أصلا..! وكانت الأدوار في الحقيقة متشابهة حتى أنه لم يكن هناك بطل واحد بل أبطال ضحوا كثيرا، ولأول مرة الأبطال يتساقطون الواحد تلو الآخر، ولكن منهم من ينهض من بعد السقوط، ومنهم من نقول عنه: “كان يمر من هنا”. وهناك أبطال آخرون من خارج المسرح الكبير ولغرابة هذا الظرف أنهم يقبعون خلف الجدران الأسمنتية الغليظة ومايزالون، بل وقد أصبحوا مصادفة أصحاب بطولة مطلقة في جلوسهم اللاختياري..!
حقيقة ظرف صحي عالمي مؤلم حير الكثير من أصحاب الأفهام الرشيدة ومن بعد التقصي لهم على أمل العثور على الحقيقة الواضحة تماما في الأسباب العلمية عن معلومة واردة على لسان طبيب، أو من خلال بحوث لمختصين، أو وفقا لتحليل اقتصادي خبير، أو لكاتب مطلع على كافة الشؤون الصحية العالمية، وغيره فتارة يُستلخص أن دولة في الشرق هي سبب الوباء، وتارة أخرى يُستنتج أن دولة في الغرب هي سبب هذه الجائحة، وثالثة لمخطط عالمي قديم لحركة، أو منظمة دولية دنيئة تسعى للسيطرة، والهيمنة على العالم، ومما يزيد الأمر حيرة مقتل عالم هنا، أو مقتل عالم هناك، وفي المحصِلة النهائية تكون الصورة قاتمة، غامضة لها علم بأول مكان وقوع الحدث، ولكن ليس لها علمٌ بآخر الحدث. حتى أصبحت الحيرة هي سيدة الموقف في كل الأحوال. وفي النهاية أصبح الواقع في العالم لايخرج عن مفهوم هذه الآية الكريمة “ضاقت الأرض بما رحبت” ولكن الأمل فيه سبحانه كبير جداً.
إن من المأمول من الدول الحالمة بالنهوض بمجتماعاتها المحلية تبعا لخطط مستقبلية تعانق فيها السماء هو بكل تأكيد الاهتمام المضاعف بالمعرفة وأكثر من أي وقت مضى فهي السبيل الوحيد للنهضة، والتطور، وفي الوقت نفسه للحفاظ على المكتسبات، والمُقدرات الوطنية فلم يعد من المقبول أن فيروس مثل فايروس كورونا المستجد كوفيد” 19 ” أو غيره من الفيروسات المستقبلية ! أن يتحكم بمصير معظم دول العالم ويصبح أحد أهم مهددات الأمن الوطني. ولانريد أن ندخل في مؤامرات ونظريات الأمن الوطني للدول فلكل مقام مقال. وإن كان في واقع الأمر لم تعد الصراعات، والمطامع خافية بطبيعة الحال على جميع المهتمين، والمطلعين على حقائق الأمور حتى غدت هذه المطامع هي السبب الرئيس لبعض الدول؛ للاهتمام برسم الخطط الاستراتيجية ذات الرؤية الهادفة، والرسالة الواضحة؛ لكيفية التفرد بمصالح اقتصادية، أوجيوسياسية، أو غيرها والله خير الحافظين وكل عام وأنتم بخير.