منذ أن توقفت الحياة العامة مع بداية جائحة كورونا والعالم كله لم يسلم من تأثيراتها على الصحة والاقتصاد في جميع القطاعات المختلفة الحكومية منها أو الخاصة. ولا شك أن هذه المرحلة الاستثنائية ستترك العديد من النتائج والمشاعر لدينا، وستؤثر على أفكارنا وتصرفاتنا على المدى القريب أو البعيد.
ومع بداية يوم الأحد ستنطلق عودة الأحياء إلى حياة ما قبل كورونا في جميع مدن وقرى مملكتنا الغالية وفي مختلف مجالات الحياة.
وعليه نؤكد أن هذه الانطلاقة يجب أن تكون بحذر شديد
ما دام هناك أشخاص ما زالوا حاملين للفيروس حيث لا زالت إمكانية انتشار العدوى كبيرة، ومن الضروري أخذ الاحتياطات اللاّزمة فالوباء لم ينتهِ بشكل كامل في كل دول العالم.
ومن هذا المنطلق فإنه ليس من السهل أن نفرط بين عشية وضحاها فيما حققته حكومة خادم الحرمين الشريفين من إنجازات منذ بدأت الجائحة فالعودة للحياة الطبيعية دون أي احترازات أو احتياطات تعتبر مغامرة ستكون عواقبها وخيمة على جميع الأفراد لا سيما وأن الوباء ما يزال خطره يهدد كافة مناطق مملكتنا الحبيبة، فهو ذو قدرة واسعة على الانتشار، فكل شخص مصاب به يمكن أن يُصيب من شخصين إلى ثلاثة، وخاصة أنه لم يتم الإعلان عن اكتشاف أي لقاح للوقاية منه أو الوصول لعلاج ناجع يقضي عليه.
ومع أن العودة إلى الحياة الطبيعية، باتت تفرض نفسها، لطول فترة الإجراءات الاحترازية التي قيدت حياة الكثير من الناس، بالإضافة للضرر الذي لحق بقطاعات عديدة، إلا أن هناك حقيقة علينا جميعًا إدراكها وهي خطورة فتح مجالات الحياة بشكل طبيعي وفوري دون أي ضوابط أو إجراءات تضمن عدم انتشار الفيروس وعدم هدم ما تم إنجازه حتى الآن في إدارة أزمة كورونا، والتي كان عنوانها منذ بدايتها التباعد مطلب اجتماعي
وضمانًا لتطبيق ذلك الشعار الذي أطلقته الجهات المختصة تحت عنوان (كلنا مسؤول)؛
فقد أثبتنا للعالم أننا من الدول القليلة التي عرفت كيف تتعامل مع هذا الوباء، وتسيطر عليه، وأصبحنا أنموذجًا يحتذى به لذلك يجب أن نكون قدوة وأنموذجًا في العودة للحياة الطبيعية، وأن نتفاءل بحذر لأننا لا نعرف ما سيحدث في المستقبل”.
كما يجب علينا عدم العودة للوراء، وضمان عدم انتشار الفيروس بشكل خطير تصعب السيطرة عليه فيما بعد –لا سمح الله-، فقد قطعنا شوطًا طويلاً من التضحيات الكبيرة من الجميع.
وأخيرًا فقرار بدء العودة للحياة التي سبقت «كورونا» ليس سهلًًا، ويحتاج للكثير من التدابير والاحترازات الوقائية المختلفة لضمان البقاء في مساحة الأمن الصحي التي وصلنا إليها فقد عرفنا خلال الشهرين الماضيين أن البقاء في المنازل هو خيارنا الوحيد للحفاظ على سلامتنا وسلامة من نحب.