ونحن نقترب من استكمال كابينة حكومة الكاظمي وليدة العهد، والتي يتوقع الكثيرون نجاحها بعد ان أوصلت رسائلها الإيجابية إلى العالم العربي، لا يخفي العراقيون في الداخل العراقي القلق من أيادي طهران الخفية التي تسعى دومًا لتحريك المياه الراكدة سعيًّا منها لترجيح كفة الميلان نحو المخطط الإيراني.
فبعد أن استقرأ الشارع العراقي خطوات الكاظمي الأولى، والتي كانت اولها نحو العمق العربي وتحديدًا المملكة العربية السعودية، استبشر العراقيون خيرًا بهذه التحركات السريعة التي تحمل أبعادًا وعمقًا عربيًّا يعزز من أواصر الأخوة بين البلدين، وكذلك لها آثارها الاقتصادية التي تحمل حراكًا استثماريًّا سعوديًّا داخل العراق من شأنه أن ينهض بواقع البنى التحتية العراقية لما تعرف عنه الشركات السعودية من المصداقية.
هذه الصورة الجميلة التي رسمتها مخيلة العراقيين وطبعتها، وأكدتها خطوات الكاظمي دخلت طهران في تحديد ألوانها، الأمر الذي قد يسيء إلى الصورة الجميلة التي يامل الكثيرون الحفاظ عليها،
تسعى دومًا طهران ومن خلال تحركاتها الخبيثة، وكما عودتنا أن تحدث شرخًا كبيرًا في العلاقة بين بغداد والرياض، رغم أنها على علم يقين أن مهمتها تجاه ذلك صعبة ومعقدة
فبعد الاتفاق العراقي بالاعتماد على الربط الخليجي للكهرباء تأتي طهران بوفد الطاقة الاقتصادي، وتدخل بغداد، وفي ظل ظروف صحية وبيئية صعبة فقط؛ كي تفرض نفسها كحليف استراتيجي، وهي تعلم علم اليقين أنها مرفوضة شعبيًّا حتى من داخل الشارع الشيعي
بكل وقاحة، وكالأفعى التي تبث سمومها تبدو طهران دومًا وفي أغلب مواقفها تجاه بغداد، لا غاية لها سوى عزل بغداد عن المحيط العربي، وقطع أية علاقة اقتصادية أو استثمارية،
ومن منطلق يعمر الأخيار ما دمره الأشرار تبقى المملكة العربية السعودية التي تربطنا بها أواصر الدم واللغة والتاريخ هي الداعم الأول للعراق، ومن دون مقابل.