لو كان خيرًا لبقي،
كم أحبها من عبارة.. !
ذلك الركن الخاص الذي نرمي به ذكرياتنا العشوائية، ونبعثر فيه لحظاتنا السعيدة التي انقضت، لكننا نرتب به خيبات أملنا ومرات فشلنا، ونمجد كلما زرناه عثراتنا فنبكي عليها تارة أو نشفق على ذاتنا تارة أخرى، وأحيانًا نمارس جلد الذات بكلمة “لو”، ويبدأ منوال اللوم واللطم والحزن وتفور في قلبنا مشاعر الندم أو ندخل في دوامة الأفكار السلبية التي تبدأ ببثها المباشر على موجة التعاسة لتذكرنا كل ثانيتين بأننا فشلنا، وبأننا لا نصلح لشيء!!
ذلك الركن موجود عندنا كلنا ونسميه عادة ب ( الماضي)
ماذا يفعل بنا؟؟
يقيد نجاحنا، ويضعف طموحنا، والأعظم من ذلك أنه يسرق منا لحظاتنا، اللحظة التي نحب عيشها كما يجب.
تعلم ألا تكثر من زيارات ذلك الركن كثيرًا إلا لترتب فيه ذكرياتك السعيدة، وإنجازاتك العظيمة، تاكد أنه ذهب ولن يعود وبأنه (لو كان خيرًا لبقي)
أشعر بالامتنان، فأنت هنا اليوم، وأنت كما أنت عليه الآن بفضل تلك العثرات والأخطاء
ثق بنفسك، ابتعد عن كلمة لو، لا شيء يمكن أن يضعفك أكثر من تلك الكلمة فحتى لو عاد بك الزمن لن تغير ألف لو مما حدث لأنه وببساطة الزمن لايعود هذا أولًا وثانيًّا ما حصل كان مقدرًا ومكتوبًا عليك لحكمة فيها خير كثير لربما أنت تعلمه الآن، ولربما ستدركه لاحقًا أو قد لا تعلم سره، لكن الله ساق إليك مواقف معينة حتى تمضي كما مضيت،
فلا تندم ولا تقل لو وتذكر قوله تعالى: (لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).
——————-
مستشار تدريب في المجال الإداري وتطوير الذات
رائعة