كم من تافه رفعناه وأكرمناه وقدمناه، وكم من شخص ناجح أسقطناه أو تجاهلناه ونسيناه، يقول العالِم المصري الأمريكي أحمد زويل والحائز على جائزة نوبل العالمية في الكيمياء:
”الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء، هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل”، قبل أيام يتوفى ممثل مشهور فتملأ أخباره مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وقبله بأيام قليلة يتوفى أحد أشهر قرّاء العالم العربي والإسلامي بعد أن أفنى حياته في حفظ وتلاوة وتعليم القرآن الكريم، طاف العالم لقراءته وتعليمه بل حتى إنه كان يقرأ بين يدي الملوك ورؤساء الدول ومع ذلك ربما لم يعلم عن وفاته فضلاً عن سيرته إلا نفر قليل ولاتوجد له إلا كم خبر وعلى استحياء هنا أو هناك!!
ومن أمثال هؤلاء بعض تافهي وتافهات التواصل الاجتماعي، فهم مابين دعوة للمراهقين والنساء للهجرة للخارج أو تهييج مشاعر الناس لاسيما الزوجات ضد أزواجهن أو محارمهن أو حث الناس على الشّره في الشراء من متجر معين أو علامة تجارية أو ماركة معينة مع إعلان لمنتجات على أنها أصلية أو مفيدة أو صحية، وهي في الحقيقة والواقع عكس ذلك تماماً، والمشكلة إذا انتُقِدوا يعلمون يقينًا أن هناك من سيكفيه عناء الردود ويقولك معليش”أكل عيشه” أو “مصدر رزقه ورزق عياله” وهل يبحثون عن مصدر رزقهم على حسابنا وحساب صحتنا وحياتنا !،
المشكلة ليست هنا، إنما المشكلة أن عند بعض المتابعين لهم كمية تناقض عجييبة وغرييبة، فبينما ننتقد مشهورًا أو مشهورة لمحتواه، في نفس الوقت نشترك في حساباته ونتابع يومياته بشغف، ولو سألته يقولك “أتابع له بصمت بس” أو “أتابعه من باب حب الفضول”،
يجب ألا نرفع من شأن أمثال هؤلاء ونقدمهم للمجتمع على أنهم قدوات ونعطيهم أكبر من حجمهم الصغير سواءً شعرنا أم لم نشعر، بل يجب علينا تقديم قدوات حقيقية نفعت نفسها ودينها ووطنها، فكم من مبتعث حقق إنجازات، وكم من شباب عصاميين بنوا أنفسهم بأنفسهم، وكم من تاجر بدأ فعلًا من الصفر، وكم من عالِم بذل وكافح وعانى حتى بلغ القمة وغيرهم كثير، فلنبحث عنهم ونحكي، ونكتب عن قصصهم وحياتهم فهذا أقل الواجب لهم علينا.
1
مقال جميل يتكلم بصدق عن واقع المجتمع
البعض مع الأسف يتابعهم ولايعلم إنه في متابعته لهم يشارك في نفخ هؤلاء الفارغين من كل مفيد وجعلهم كالبلونات التي لا تحتوي إلا على الهواء السام
فافكارهم سامة يسممون بها صغار السن الذين ربما يصل بهم الحال أن يتخذونهم قدوة