المقالات

(الإنفلوانزا الإسبانية) …كانت الأشرس

قبل ما يقارب مائة عام ونَيِّف ضرب وباء قاتل؛ أصيب به ما يقارب أكثر من خمسمائة مليون إنسان أو ثلث سكان العالم أصيبوا بهذا الداء، كما أنه كان سببًا رئيسيًّا في وفاة خمسين مليون إنسان حول العالم، وبحسب ما ذكرته بعض المصادر مثل (CDC) مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بأن معدل الوفيات بالولايات الأميركية المتحدة فقط بحدود 675,000 ألف.

كما أنه ورد بأن ملك إسبانيا؛ ألفونسو الثالث عشر، أنه أصيب بالأنفلونزا.

‘‘يسمى هذا الوباء منذ بداية عام 1918م بوباء(إنفلوانزا الإسبانية)‘‘

لماذا سميت بهذا الاسم؟ بتحديد لماذا ارتبط هذاإنفلوانزا بإسبانيا؟

في خضم انتشار الفيروس وتفشيه في أجساد البشر، كانت هناك حرب قائمة ألا وهي الحرب العالمية الأولى، وكما هو متعارف في لغة الحروب (التعتيم الإعلامي) سيد الموقف في كثير من الأحيان؛ وخاصة في الأخبار المرتبطة بمعنويات الجنود.

وفي الجانب الآخر إسبانيا كانت دولة محايدة فكان لا يسري عليها ما يسري على دول النزاع في الحرب، وبالتالي لم تخضع للرقابة المفروضة على الصحافة بزمن الحرب، فأتى الإعلان عن وجود مصابين والتغطية الإعلامية منذ ظهور سمات أعراض الفيروس بين أفراد الشعب الإسباني في مدريد مايو 1918م، ومن حينها ارتبط هذا الوباء بإسبانيا.

بين أرجاء المأساة لا تخلو الظروف من (الكوميديا السوداء)؛ كان الإعلام الإسباني يحاول جاهدًا في إبعاد تهمة (الإنفلونزا)، فكان يطلق عليها في الصحف الإسبانية (إنفلوانزا فرنسية) لاعتقادهم بأنها آتية من فرنسا.

‘‘يذكر بأن أول من أصيب بهذا الفيروس هو ضابط في الجيش الأميركي، وكان سببًا رئيسيًا في انتشار هذا الوباء بين أفراد الجيش في ذلك الوقت، ويعتقد البعض أن الجنود المصابين نقلوا المرض إلى معسكرات عسكرية أخرى في جميع أنحاء البلاد، ثم نقلوه إلى الخارج. في مارس 1918م ‘‘

ختامًا:

لستٌ من عشاق المقارنات وأيهما أشرس (كورونا) أم (إنفلوانزا الإسبانية)، لكل فيروس مسبباته، وظروفه المحيطة فيه، وطرق انتشاره، لكن ما يهمني من التجربة التي أثيرت من قبل مئة عام هو أنه سبب انتشار المرض تكمن في الحرب العالمية الأولى لدرجة بأنها سميت بالجائحة المنسية لدى بعض المؤرخين بسبب تلك الحرب شَعْواء، التي أنست العالم الفيروس الذي تضرر منه أضعاف المتضررين من جراء الحرب.

بينما (كورونا) سبب انتشاره قلة وعي، وعدم المبالاة والحرص، فأسباب انتشار هذا الفيروس في مجمله عادات سيئة، تكمن في عدم الاكتراث للتعليمات، وتحري الفرص لمجرد أنها فرصة للخروج من دائرة الحجر المنزلي.

‘‘لا يوجد أسمى من الحياة، ولا يوجد أقسى من الوفاة‘‘.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى