ولماذا تقرأ؟ ولماذا تجهد نفسك في رواح مثقل وغدوٍ مرهق من وإلى جامعتك ومدرستك؟
لماذا كل هذا التسبيح والتحميد الذي تلهج به صباح مساء؟
ولماذا تستيقظ فجرًا لأداء صلاة الفجر أو تخرج معاندًا أشعة الشمس لصلاة الظهر؟
وما هذا الالتزام الغريب بعملك والتقيد الأغرب بدقة الالتزام بتلك الساعات ؟
ولماذا ولماذا؟
وحاسب بالتعليل كل سلوك تقوم به وكل حدث تصطنعه، وحتمًا ستجد نفسك محاطًا بكم هائل من التفاسير والكثير من التأويل.
أياً كان فكل هذا يجرّ إلى وجود غاية وتوافق علمي بين الجهد والمحصلة وعلاقة مسببة بين العمل والناتج.
ومع ارتباطك بالغاية يتكاثر جهدك أيًّا كانت الغاية من حيث صلاحيتها وواقعيتها.
والسؤال هنا عن الأطر التي تحرر تلك الغاية وكيف للفكر والمعرفة أن تتحكم في رسمها لترسم خطواتك؟ فالمسار يقتضي سلطات تحكم بعضها البعض فالفكر والمعرفة والنضج يحرران تلك الغاية والغاية تفرض هيمنتها بكل سطوة على تلك الخطوات والخطوات هي صاحبة الشرف بالوصول لذلك الهدف.
ومادامت تلك الأهداف متلازمة للدوافع فما حقيقة تلك الدوافع؟
يقرر علماء النفس أن لكل جهد دافع داخلي أو خارجي أو نفسي …. إلخ، وهي التي تجعل من البعض همم تمشي على الأرض وقامات تتحدى الصعاب بل تستعذبها في أحايين كثيرة، وسيبقى النضج الفكري والمعرفي واستصحاب العقل المدرك مقررًا أوليًّا في تلك البواعث، وما هو محركٌ فيك اليوم قد لا يكون ذات المحرك غدًا، وقسْ على ذلك.
ولو أردنا أن نعرف أي تلك الدوافع أكثر قوة وأشد حزمًا وأطول عمرًا- هذا هو نواة الأمر في ما قيل – لما خرج الجواب عن الدوافع الداخلية ورضا الذات على وجه الخصوص، والتي تأتي عند (ابراهام ماسلو) تحت إطار الحاجة لتقدير الذات، وتتناصف كذلك مع حاجة التقدير بشقه الذاتي الداخلي، وهي تلك التي تخرج منك إليك، وتنبع منك وتصب فيك فتخرجك تمامًا من ارتباك الخطى الذي اعتدناه حين نربط خطواتنا بما لا نملك ونسلط من لا يملك على ما نملك.
لك أن تتخيل أن تسعى لحصولك على درجة معينة بغرض جائزة مرصودة، والتي صادف أن حصلت عليها كهدية من صديق في ذات الوقت فهل ستبقى تلك الجائزة حافزًا كما كانت؟
ختامًا
اجعل الرضا، وكسب الذات أكبر الدوافع وأهمها؛ لأنها على الحقيقة هي أضخم هرمون يعمل بالخفاء داخل عقلك وقلبك؛ ليجعل منك راية في سهولة إمكانية المستحيل بالإضافة إلى ضمان الاستمرارية ولا يقل الأخير أهمية عن سابقه.
وإياك أن تبخل على ذاتك في إحياء الدافعية كلما أرادت أن تخبو ومادامت ذاتك السبب فلن تضل ولن تشقى.
غرد بـ
ليس هناك دافعية حقيقة بعد الشعور بالرضا عما تصنع.