يضيق الكون الفسيح على الإنسان على الرغم من إتساع مساحاته، وتباعد مسافاته، ويفقد ورده الباهي بعطره وأجمل ألوانه، و تذهب أطيب نسمات ليله العليل وسكناته، وتغيب عن أحاسيسه أصدق همساته، وكأن مجالس أنسه خالية وهي عامرة بجلاسه، وكأن أصوات الشادي في قصائد الحب ذابت وغابت وسط غياب أعذب أشجانه. وهناك في ركن بعيد أمسى يسامر آلامه؛ عله أن ينسيه ذلك المكان بعض أناته، ويناشد الليل الطويل: ارحل فقد أثقلت قريب أنفاسي، ارحل فقد ازدادت علي أحمالي، وأيها الصبح المشرق طال علي فِراقُك، وأغليت عني أزكى أنفاسُك، وصارت تناديه أبيات الشاعر العريق في لحظات التيه، وأصعب أوقاته :”ياضائق الصدر بالله وسع الخاطر.. الله على مايفرج كربتك قادر…” ولكن ضاقت عليه الأرض الكبيرة..!! فلا يرى إلا حروف الهم، ولا يسمع إلا عبارات الكدر ، ولايتكلم إلا بجمل الكآبة.
ويحاول ذلك المخلوق الضعيف المتشبع ألماً، والمنخنق كَمَداً أن يستعيد بعض ذكراه البعيدة؛ ومواقفه المفرحة القديمة؛ لتفسح له بعض الأمل في أعماق ذاكرته الحزينة، وتَضيف بعض البهجة في جدران صدره الضيق على رجاء أن تذهب التصورات القاتمة من خاطره، وترحل التشوهات السوداوية من دواخل أفكاره، وتُطلق أنفاسه سيء زفرات خيباتِه، ومشآق كريه إرهاقاته، ولينعم بالأمن والأمان في أعماق روحه، ولينعم بالسلام والإطمئنان في وسط نفسه، ولينعم بجميل الحرية في مجمل أنفاسه. فما فائدة الجسد الرشيق، والمال الوفير، والجمال الفائق في الوصف في روح بائسة قلقة؟ ومافائدة مغريات الدنيا مجتمعة، ومفاتنها الزائفة مُتقِدة، وأطيب ملذاتها مكتملة في نفس إنسان مضطربة..في نفس إنسان مهترئة؟
إن المتأمل لأحوال الإنسان مع هذه “الضيقة” يجب أن يدرك أنها صفة إنسانية شائعة لم يسلم منها أحد حتى الأنبياء والرسل كان لهم نصيب منها، وإن كان السبب الرئيس لضيق صدورهم هو هم الدعوة لغير المؤمنين بها، أما بقية الناس فلا تخرج الضيقة عندهم عن حال من إحدى هذه الأحوال فمنها يكون من: ضعف في صفات النفس من انفعال غيرمبرر، أوعدم وجود طموح داخلي؛ لتجاوز العقبات والصعوبات، أو لعدم التوفيق في تحقيق أمنية أو أمنيات شخصية، أو لمواقف مترسبة مضت عليها أعوام عديدة وأصبحت تسير معه كظله لم يستطع التخلص منها، ولن يستطيع فَحَمل أثقالاً فوق أثقاله..!! أو هو بعيد كل البعد عن التصالح مع ذاته، ومن ثم العفو والتسامح مع الآخرين، والأهم من كل هذه الأحوال الشائكة هو الإعراض عن الحق بكافة أشكاله. وأخيرا لن تجد كل القلوب الأمان و الإطمئنان إلا في محيط ذكر الله عز وجل ودمتم في سعادة.
الله المستعان كثرت همومالناس وانشغلوا بملذات الحياة ومغرياتها وابتعدوا عن الدين ونسأل الله السلامة …ولانقول الا ..
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال …..
صح لسانك وزان فالك ابدعت الوصف والتوصيف بلغةبسيطه ودون تكلف اوتقعر ادت الي الوصل لهدف الكاتب بوركت وبورك مسعاك تحياتي