المقالات

البيئة تريد أفعالًا لا احتفالًا

بمناسة اليوم العالمي للبيئة، نرى الاحتفالات هنا وهناك، ونرى الاستضافات للمعنيين بهذا الأمر،
‏البيئة لا تريد احتفالات ولا تريد حوارات.
‏ما الفائدة إذا كنا ندمر البيئة بأيدينا، ونحتفل بها بالكلام والحوارات والنقاشات التي لاتسمن ولاتغني من جوع !
‏ماذا تستفيد البيئة من الكلام،
‏بل ماذا تستفيد صحتنا التي تدمرت بدمار بيئتنا،
‏البيئة ياسادة تريد أفعالًا لاتريد احتفالًا.

‏نحن سكان حارة المندسة بوادي قديد، نعاني لنا سنوات من محرقة النفايات الواقعة إلى الجنوب من حارتنا لاتفصلها عنا سوى الجبال ومسافة قليلة، لاتكفي لإبعاد الدخان المليء بالمواد السامة من حرق كيماويات كنفايات البناشر، ونفايات المنازل، والحيوانات النافقه وغيرها.

‏تلك المحرقة تجمع لها النفايات من وادي قديد كله من أقصى شرقه إلى أقصى غربه، تجمع حتى نفايات البناشر من على الطرق السريعة من إطارات تالفة، وزيوت، وزجاج وغيرها.

‏معاناتنا بدأت من اول يوم دخلت فيه بلدية خليص إلى وادي قديد، ‏وكلما تكلمنا يتم إبعاد المحرقة مسافة قليلة وغير كافية لإبعاد خطر الدخان السام عنا.

‏تكلمنا كثيرًا، وشكونا كثيرًا، وكتبنا كثيرًا، وقبل سنتين اتصلنا بحماية البيئة وجاءنا موظف من حماية البيئة، وصور موقع المحرقة، وكان متحمسًا جدًّا لشكوانا لأنه راى الموقع بنفسه وعرف أننا أصحاب حق،
‏ولكن تم دفن الموضوع وإخفائه ولا نعلم من الذي له مصلحة في ذلك ؟!

‏أما عن المسؤولين في المحافظة وفي بلدية خليص لم يكلفوا أنفسهم مشقة العناء؛ لكي يروا موقع الكارثة التي نعاني منها والتي هم السبب فيها.

‏أهيب بمحافظة خليص لماذا هذا التجاهل والصمت على هذه الكارثة التي أصابتنا بالأمراض من ربو وحساسية وغيرها.

‏أعطوا المراكز حقها من الاهتمام، فالمحافظة بلا مراكز لا تسمى محافظة،
‏هل تريدون منا أن نرحل ونترك بيوتنا ام ماذا ؟

‏إنني لا أتكلم من فراغ فأنا الآن في هذا الوقت الذي أكتب فيه أعاني من رائحة المحرقة التي تدخل علينا في بيوتنا مع هواء المكيفات، ‏وربما يوجد قرى أخرى في وادي قديد يُعاني سكانها من هذا التلوث لأن هذه المحرقة قريبة من من قرى عديدة وبنسب متفاوتة، ولكن قريتنا هى المتضرر الأكبر.

‏وبعض قرى وادي قديد تقع بعيدًا عن سموم تلك المحرقة؛ لذلك سكانها الأمر لايعنيهم ولايريدون الكلام في هذا الموضوع؛
‏لأنهم ببساطة لم يعانوا معاناتنا.

‏إلى محافظ محافظة خليص
‏إلى رئيس بلدية خليص
‏إلى المسؤولين في حماية البيئة،
‏تخيلوا لو مجرد خيال أن تدخل عليكم داخل غرف نومكم رائحة نتنة قذرة عبارة عن رائحة حريق إطارات على رائحة حيوانات نافقة محروقة.

‏حكومتنا – حفظها الله- لم تعين الموظفين في المحافظات وفي البلديات وحماية البيئة إلا من أجل خدمة الوطن والمواطن،
‏فماذا قدمتوا لنا من خدمة يامحافظة خليص ويابلدية خليص وياحماية البيئة
‏ماذا قدمتوا لنا بخصوص هذا التلوث الذي أصابنا بالأمراض؟!!

‏في الدول المتقدمة النفايات لم تعد تحرق؛ لأن الحرق أسلوب بدائي، ويزيد من انتشار تلوث الناتج عنها.

‏ولو فرضنا أن بلديات المحافظات لاتعرف إلا الحرق للتخلص من النفايات،
‏فنرجو إبعاد مكب ومحرقة النفايات بعيدًا بمسافة كافية لا يصل فيها دخان المحرقة إلى أي أحد من سكان قرى وادي قديد.

‏النفايات مكانها في الطعوس والأماكن البعيدة عن السكان، وليس بالقرب منهم.

‏ماذا نستفيد من البلدية إذا النفايات التي يبعدونها عنا تعود علينا بعد إضافات نفايات أخرى عليها، تعود علينا في شكل دخان سام يلوث الهواء، ويتغلل داخل غرف بيوتنا، ويدمر صحتنا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button