اقترب موسم الحج، واستعر شرر فايروس كورونا وتوحش أكثر من ذي قبل، وبصرف النظر عن الأسباب والمحفزات التي أدت إلى تفشي الفايروس وانتشاره بشكل أكبر مما كان عليه في بدايته.
أقول، بصرف النظر عن كل ذلك، فنحن أمام جائحة شرسة تتطلب منا التصدي والاحترازات والوقاية من مخاطرها بكل ما نستطيع، ودولتنا -أعزها الله – تبذل في هذا الشأن الغالي والنفيس لتحقيق الأمن الصحي للمواطن والمقيم، ولم يأتِ القصور إلا من طرفنا نحن المواطنين والمقيمين باستهتار بعضنا وعدم اهتمامهم بتطبيق التعليمات الرسمية التي تصدر تباعًا من وزارتي الصحة والداخلية.
وحتى لا نكون – كمجتمع – في دائرة اللوم، وفي إطار تحمل تبعات ما قد يستجد من استفحال نشاط الفايروس خلال موسم الحج لهذا العام ..
فإنه يسعدني ويشرفني أن أذكّر المسؤولين المعنيين بتنظيم الحج بما سبق أن طرحته في هذه الصحيفة (مكة الإلكترونية) بتاريخ ٢٤ إبريل بعنوان (إيقاف تأشيرات الحج)، وماذكرته في تلك المقالة من مقترحات أرى وجوب تنفيذها للتعامل مع فريضة الحج هذا العام، إذا ولابد من أدائه، أما إذا قررت الدولة عدم أدائه هذا العام، فهو القرار الأسلم والخيار الأفضل ..
وهنا ليسمح لي القارئ الكريم، بإعادة النقاط الخمس التي تم طرحها في مقالتي السابقة في إبريل الماضي، لعلنا نجدد ذكرها للمسؤولين الكرام، وعلى رأسهم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، في هذا التوقيت القريب من موسم الحج، كي يتم اتخاذ القرار اللازم بشأن موسم حج هذا العام ١٤٤١ هجرية ..
والنقاط الخمس هي:-
أولًا.. إيقاف تأشيرات الحج الخارجية، وكذلك عدم إصدار تصاريح داخلية لحجاج الداخل إلا بالقدر الذي سنأتي على ذكره لاحقًّا..
ثانيًّا.. من أجل أن تؤدى فريضة الحج لهذا العام ١٤٤١ هجرية، يتم التنسيق والاتفاق بين المملكة العربية السعودية وبين جميع دول العالم الإسلامي، حول تخصيص مجموعة من أعداد قليلة جدًّا من منسوبي السفارات والقنصليات الإسلامية في المملكة، وتكون تلك المجموعة ممثلة لبلدانها في أداء مناسك الحج لهذا العام، بعد إخضاع المجموعة للفحص الطبي.
ثالثًا.. تخصص وزارة الداخلية مجموعة مماثلة من أعداد محدودة جدًّا من المواطنين لتمثيل السعودية في أداء الفريضة، بعد فحص المجموعة طبيًّا.
رابعًا..تُرتب وتُنظم تلك المجموعات المختارة، وتؤدي فريضتها كما يراها المسؤولون عن الحج، وذلك بموجب إصدار تصاريح يتم تعليقها على لباس الإحرام طوال أيام المناسك ..
خامسًا.. تُفرض غرامات مخالفة بمبلغ عشرين ألف ريال مع منع من أداء الحج لهذا العام بالإضافة لخمسة أعوام مستقبلًا، لجميع من يُضبط في المشاعر المقدسة بدون تصريح..
هذا ما أراه، إن وفقت فمن الله، وإن لم أوفق فمن نفسي والشيطان.