شواهد التاريخ، تُنبِئنا عن أسباب سقوط الأمم والدول المتمثل في الصراع الفكري، بين فكر يتسم بالعنف، والجمود، والتخلف، والغباء، والأساطير، والخرافات، والانحراف، والتطرف المنتج فتنًا وقتلًا وتدميرًا، يؤدي إلى الانهيار ثم الزوال ، وفكرًا وسطيًّا، منهجه روح الإسلام، ونبض الإيمان، الداعي إلى إقامة ميزان العدل والتسامح والسلام، ونشر حرية الرأي والتنوير، وخلق الوعي الراقي، واستخدام العقل والمنطق، والانفتاح المنتج أمانًا وبناء وطمأنينة.
إن إنقاذ ذاتنا الوطنية رهن برؤية تاريخية نقدية، لمحاسبة الذات، تقلع جذور الفساد بأنماطه المتعددة و المتنوعة،
من مؤسسات وأفراد، فساد يسري في جسد الوطن، إداريًّا، واقتصاديًّا، وقيم أخلاقية.
كما يساهم في الإنقاذ، توطين الوظائف للخريجين من الشباب، في قواتنا المسلحة، وتمننا الداخلي، وحدودنا المترامية الأطراف.
فشبابنا هم الثروة الحقيقية، والترسانة الفكرية للوطن، وهم عصب البلاد، وعماد العباد ومشكاة الوطن المضيء.
فعلى أعناقهم مسؤولية، بناء الوطن بطموحاتهم، وبسواعدهم يحمون حدوده، من كل من تسول له نفسه بمجرد الاقتراب من أراضيه، أو بث روح الانقسام في تضاريسه، أو الدعوة إلى التطرف من عمقه الداخلي المتماسك كالبنيان المرصوص، وهذا واجبهم نحو دينهم، ووطنهم، وقيادتهم.
هذه الرؤية هي التي ضمان الوحدة والحس الوطني، وفاعلية أفراد المجتمع على شتى الأصعدة.
الوطن الآن يحتاج إلى جهود مكثفة جبارة من الإخلاص والوفاء، وإلى رصيد عظيم من العزيمة والإصرار، وإلى قلوب عامرة بحب الأوطان، وعقول مزودة بالعلم من اجل حماية مصير هذا الوطن، ليستمر في ازدهاره واستقراره.
فتاريخنا وتراثنا الحضاري المجيد يعد باعثًا للروح الوطنية، ومحركًا لطاقات المجتمع؛ لأن به وفيه يتمثل الكبرياء الوطني، ففي أعمال الأجداد والآباء العظماء دائمًا بمثابة أنموذج أسمى، ومثل يحتذي به شباب الوطن.
إضاءة
التاريخ، هو المصدر الأساسي للفقه الحضاري، والمختبر الحقيقي لصواب العقل البشري.