نشرتُ مقالاً في صحيفة الوطن السعودية يوم الأحد ٢٣/ ١٠/ ١٤٤١هـ أرد فيه على صالح العروري المتحدث باسم حركة حماس ، وذلك حين حاول التهوين من شأن الإساءات التي تفوه بها المنتسبون إلى ما يسمى زوراً وعدواناً بحزب الله في جنوب لبنان ،إذ إن من يفترض فيهم أن يتبرؤوا من تلك الإساءات هم علماء الشيعة الصفويين أتباع إيران ومؤسساتهم في لبنان وإيران وفي الشرق والغرب ، وليس التبرؤ من هذه الجريمة مسؤولية أحد من المنتسبين إلى السنة كأمثال حماس ، بل على هؤلاء ومؤسساتهم أن يَجِدُّوا في رفع صوتهم الإعلامي لمطالبة الصفويين بتنظيف كتبهم العقدية من هذه الأفكار وإعلان البراءة منها ليس بألفاظ عامة مموهة ، بل البراءة نصاً نصاً ، والرد عليها والاستغفار منها ، وكذلك ليس المطلوب إصدار نظام يمنع البوح بها على الملأ تُحَتِّمه مصالح سياسية إذا زالت زال الأمر معها ورجعت حليمة إلى عادتها القديمة ؛ ليس المطلوب ذلك وإنما المطلوب الإقرار بأن تلك الأقوال معتمدة في مذهب الصفويين وأن المراجعة اقتضت الرجوع عنها والتوبة إلى الله تعالى منها لمخالفتها كتاب الله وسنته ومنافاتها الأدب مع رسول الله وصحابته ، هذا هو المطلوب من حماس وأمثالها بدل أن يهونوا من شأن هذه الجريمة ويَدَّعُوا براءة الصفويين الإيرانيين ومن حالفهم منها ؛وهذا ما لن يفعله الصفويون ومراكزهم العلمية فإننا نعلم يقيناً أن سبّ الصحابة عندهم دينٌ قد يتوقفون عنه لمصلحةٍ سياسيةٍ أو نحوها لكنهم لن يتوبوا عنه إلا إن تابوا عن أصول باطلهم .
هذا ما رَدَدْتُ به على حماس ؛ لكن المشكلة جاءتنا هنا ، فرأينا أحد الكتاب وهو الدكتور زيد بن علي الفضيل الكاتب والإعلامي والمؤرخ المعروف ينشر مقالاً في صحيفة مكة الورقية يوم السبت ٢٢/ ١٠ /١٤٤١هـ يتحدث فيه عن الإساءة التي قام بها أتباع ما يُسَمى زوراً بحزب الله ويحاول تلطيف الأجواء بشأنها عن طريق التأكيد بأنها ليست مما يعتمده الشيعة وأن منهم من ألف الكتب مستنكراً لها.
وأحب أن أنبه الأخ الدكتور زيد إلى أن الأمر ليس مما تقع مسؤولية تلطيف الأجواء بشأنه عليه ؛ كما لم تكن تقع على حماس وإنما الواجب -إذا كان لابد كاتباً في الموضوع- أن يستدل من تلك الإساءات التي أطلقها بعض التابعين لحزب حسن نصر الله على أنه حزب لا يُمَثِّل المسلمين ولا ينتمي إلى عقائدهم التي تقتضي تبجيل حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة حبيبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه {ثاني اثنين إذ هما في الغار} وأن الذراع الأخرى لإيران والتي تعمل في اليمن وهي جماعة الحوثيين حليفة حزب حسن نصر الله وشريكته في عداوة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشريكته أيضا وحليفته في عداوة بلادنا المملكة العربية السعودية ، هي مثل هذا الحزب في عدم انتمائه لأصول اعتقاد الأمة ، وكلاهما أي حزب نصر الله وجماعة الحوثي يغترفان من مستنقع الخميني الذي كان مجيؤه إلى إيران مَقْدَم سوء على أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
إن مستنقع الخميني والذي تقوم عليه اليوم عصابة الملالي هم أعداء صحابة رسول الله وأعداء أزواجه وتابعيه بإحسان لا يخالف في ذلك إلا مكابر مصانع مهما كذب ملاليهم وحاولوا مخادعة الإعلام وبسطاء المعرفة ، فكتابات إمامهم تفضحهم وتخبر عن حقيقتهم ، ولن أطيل الكتابة باستقصاء ما يقول أو يقول أتباعه الأحياء والأموات لكنني أقتصر على نص واحد فقط للتنبيه والإحاطة يصف فيه الخمينيُ عائشة والزبير وطلحة ومعاوية بأنهم أخبث من الكلاب ، حاشاهم رضي الله عنهم:”وأما سائر الطوائف من النصاب بل الخوارج فلا دليل على نجاستهم وإن كانوا أشد عذابا من الكفار، فلو خرج سلطان على أمير المؤمنين عليه السلام لا بعنوان التدين بل للمعارضة في الملك أو غرض آخر كعائشة وزبير وطلحة ومعاوية وأشباههم أو نصب أحد عداوة له أو لأحد من الأئمة عليهم السلام لا بعنوان التدين بل لعداوة قريش أو بني هاشم أو العرب أو لأجل كونه قاتل ولده أو أبيه أو غير ذلك لا يوجب ظاهرا شئ منها نجاسة ظاهرية. وإن كانوا أخبث من الكلاب والخنازير لعدم دليل من إجماع أو أخبار عليه”كتاب الطهارة،٢/ ٢٣٧.
فدولة كهنوتية كإيران وحركة كحزب نصر الله أو الحوثي تجعل من الخميني رمزها وقائدها كيف نحكم ببراءتها من سب عائشة والصحابة !
أظن أن مراد الأستاذ زيد خيراً وهو تهدئة الهياج في لبنان لمصلحة تَصَوَّرَها ، لكنني أقول له ليس ذلك بما يؤدي ولو دون قصد إلى تحسين صورة هذا الحزب الإرهابي عدو الوطن والملة والدين ، ولا بالإساءة للشيعة في السعودية أو غيرها بالربط بينهم وبينه ، وكان الأجدر حثهم على البراءة من الحزب وتحميله تبعة أخطاء جماعته أو لنقل تبعة صراحة جماعته وتعبيرهم عما في أنفسهم.