عبارة يتم قولها لشخصٍ مرتاب وقلق وحائر من أمرٍ ما، وهذه العبارة تسعى لنزع القلق الذي يراود هذا الشخص، وإضفاء لبعضٍ من الراحة والطمأنينة في ذاته، ولكن هناك أصحاب القرارات في القطاع الخاص أو العام، وبعد ترديدهم لشعارات سياستنا الشفافية والوضوح في نشر البيانات الواقعية، وهم لايملكون الجرأة الكافية أو يتعمدون عدم إيضاح مالديهم من خطط مصيرية تجاه الموظفين دون أن يكون هناك مراوغة ولف ودوران، وعدم الوضوح وسياسة الأمر بيدي لا بيد عمرو؛ وكأن الكرسي الذي هو عليه لن يزول من تحته.
يحكي لي أحد العاملين في القطاع الخاص أنه لايعلم بقرار الاستغناء عن خدماته إلا بعد أن توقف راتبه فجأة، وعندما ذهب للاستفسار وجد أنه من ضمن قائمة المغلوبين علي أمرهم، والذين ليس لهم شفعاء، وليس لهم يد تفرش لهم الأرض بالعقود التي لانهاية لها.
ويقول ذهبت قبل انتهاء العقد، وقابلت من بيده الحل، والربط، والتحليس، والتمليس، وأجابني بعبارة (حط في بطنك بطيخة صيفي)، وعجبي هل هذا المثل أصبح المُسكن الذي يستخدمه أصحاب القرار؛ لتخدير الموظف حتي يتفاجأ أنه من ضمن المستغني عنهم.
يقول في اليوم التالي سألت صاحب البطيخة لماذا لاتعطيني العقد طالما أن الأمر محسوم، فرد عليه بكل ثقة قلت لك: (خلي في بطنك بطيخة صيفي) وأمورك كلها تمام التمام
كيف نحكم على المفاهيم بأنها واضحة، أو غامضة، أو خالية من المعنى؟
خلاصة روايتنا هذه أنه أضحى الموظف لايعرف مصيره إلى آخر لحظة فهل استحدث بند المباغتة لدي الموارد البشرية، وهل وصلنا لمرحلة حرمانه إلى آخر لحظة للوقت الذي قد يُسعفه للبحث عن بديل لعمله؟ ولماذا لايتم الإشعار بفترة كافية؛ لكي يكون لديه خيارات قبل الدخول في حسابات قد يكون هو في غنى عنها؟!
جميل جدًّا تطبيق مبدأ الوضوح، والمصداقية، والشفافية الذي يوضع في شعارات الخطابات؛ وخاصة في مثل هذه الأمور الحساسة، واللبيب بالإشارة يفهم.