المقالات

ثقافة تقبل الفشل

الخوف إحدى صفات الضعف النفسية التي تؤدي إلى الفشل، وتحد من النشاط الفكري والعملي، بل إنها من أبرز مثبطات الفكر الإنساني التي تبعث على الإحباط والتوقف، ثم الموت موت الحضارة، وموت الفكر والإنتاج والإبداع.

وحين يبرز الخوف كتحدٍ؛ فإنه يظهر الفشل كنتيجة مالم نقاوم الخوف، ونتجاوز حالة الفشل.

سيما في هذا الواقع الذي نخوض فيه حربًا عالمية ضد فيروس صغير غير مرئي يهدد الصحة الإنسانية، ويضعف أنشطة الأنظمة الصحية.

بل يؤذن بانهيارها ..

إن حالة الفزع العالمي و الهلع  المجتمعي التي تغذيها الكثير من وسائل الإعلام لا يخدم  الصحة النفسية، ولا يشجع على النهوض من أزمات الواقع الكثيرة، ولا يساعد على بناء جيل جديد قادر على مواجهة الأزمات وتحملها، وابتلاع صدماتها.

 لا شك أن الفيروس وغيره من الأوبئة يحتاج إلى الوقاية والتباعد الاجتماعي، واتخاذ التدابير كافة لمنع انتشارها، ولكن بدون هوس أو رعب لأن الخوف يقتل الإنسان أكثر من أي فيروس في العالم، بل ويحطم معنوياته ويشعره بالضعف، ويجعله مستسلمًا.

لأي هزة ولنفترض أن الظروف تغيرت للأسوأ، فهل نستعد لها بالإعداد والقوة ومواصلة العمل بشجاعة وثبات أم بالخوف والرعب.

 ولاشك أن الإعلام يشارك بقصد أو بغير قصد في نشر ثقافة الخوف بين أفراد المجتمع ومن هنا فلابد لكل وسيلة إعلامية أو تواصلية أن تبدل لغتها التشاؤمية، وتركز على نشر ثقافة القوة والثقة والتفاؤل في سبيل إعداد كياننا الوطني  الثقافي والمجتمعي والاقتصادي؛ ليكون قويًّا وثابتًا يتصالح مع الفشل لمواجهة تحديات المستقبل.

وفي ظل المشهد العالمي الحالي المشحون بالقلق  يصعب على الجيل الجديد تقبل الفشل قبل تحقيق النجاح.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button