لدي قناعة كما لدى غيري من المهتمين والمتابعين للحركات المتطرفة في العالم العربي بالتحديد، تجعل النص الشرعي بعيدًا قصيًّا خصوصًا فيما يتعلق بفقه الوطن، وقضايا مجتمعه، نصوص التعايش لا نجدها حاضرة في خطاب الحركات المتطرفة، وخطاب البناء مغيب كليًّا، و لا تكاد تجده إلا ما يلبي رغبات تلك الحركات، ويسند توجهها، وقد يغيب عنها حين تستحضر النص الشرعي في خطابها أبعاده، وجعله مفصلًا على توجهها.
يقابل هذا الحراك من قبل هذه الحركات غفلة من الداخل ليس لها مبرر، وركود في وسائل الإعلام، وبقاء هيكلته أمدًا طويلًا، وبقاء رتابته على ما كانت عليه دون النظر لما تقدمه تلك الحركات من محتوى إعلامي يلامس العواطف، وقد يستميلها إليه، ولا أحد يشك في ثقافة من يقوم على ذلك، ولا أحد يشك في قوة تخطيطهم، وأما التعليم فلقد اهتمينا بتقنيات التعليم، ووسائله، ووسائطه المتعددة، والمتجددة، وكثرت الأبحاث، والدراسات العلمية، والأطروحات في هذا المجال، واهتمينا كذلك بالتعليم المقارن كتربية ومناهج، بينما المحتوى ومضمونه كسابقه لم يحرك ساكنًا.
وبكل شفافية وهذه الشفافية منحت لنا لئن نتحدث بها من أجل الرقي بالوطن، والذود عنه ليس بالسلاح فقط؛ بل كذلك بالفكر المخطط له، والذي لا يتغافل عن المتغيرات، والأحداث المؤثرة، والتحديات المتجددة.