ناصر محمد العُمري

ثقافة وفنون الدمام … الاحتفاء بالنص المسرحي

قليلة هي الملتقيات التي تحتفي بالنص المسرحي على مستوى الوطن العربي، وحده مهرجان الدمام للنص المسرحي يواصل حضوره محتفيًّا بالنص؛ حيث تحل الدورة الثالثة لفعاليات هذا الملتقى اعتبارًا من يوم الغد الأربعاء الموافق الأول من يوليو ٢٠٢٠م وسط حضور عربي مكثف وبمشاركة ٢١ كاتبًا يمثلون ٩ دول عربية يقدمون تصوراتهم الجمالية ونتاجهم الكتابي افتراضيًّا على مدار ثلاثة أيام.

هذه الفعالية النوعية التي يقف خلفها بيت المسرح بجمعية الثقافة والفنون ضمن نشاطاته المتنوعة؛ لإثراء المشهد المسرحي تظل الأبرز على مستوى الوطن العربي في هذه الأثناء.

ورغم الاتفاق بين جميع الممارسين للمسرح أن النص المسرحي هو دائمًا مشروع إخراجي، وإذا لم يكن كذلك فإنه لايُعدّ نصًّا مسرحيًّا.

ورغم الإجماع بين جمهور المسرحيين على أن النص مجرد ذريعة للعرض المسرحي إلا أنه يظل الشرارة الأولى والأهم فيه، ويظل صاحب الحضور الراسخ في جمالية العمل المسرحي.

هذا الاحتفاء بالنص المسرحي من قبل بيت المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالدمام تأكيد على مكانة النص بين مكونات العرض؛ حيث لايوجد عرض بدون حكاية يمثلها النص بكل حيويته وحرارته ورهافته وشفافيته.

وللنص الحقيقي والجريء ذي الكلمة الساحرة والشحنات العالية حضوره العالي في إيقاع أي عرض، ويظل أحد أبطال المسرح.

لطالما خلّدت في ذاكرتنا أعمال مسرحية بسبب جودة النص، ولنا في نصوص سعد الله ونوس ومحمد الماغوط خير مثال.

وفي المقابل فإن كاتب النص -في تقديري- رغم مايمثله من أهمية يظل مظلومًا؛ كونه لايجد المساحات الكافية للظهور والمثاقفة، وخلق الحوارات مع نظرائه من الكتّاب.

معظمنا قد يتذكر أعمالًا مسرحية خالدة، ولكنه قد لا يتذكر من هو كاتب هذا العمل الخالد ولعلي أستحضر هنا: الواد سيد الشغال ومدرسة المشاغبين وغيرهما من الأعمال الذائعة الصيت التي لانكاد نتذكر كتابها.

ومن هنا فإن ملتقيات النص تشكل محطة مهمة في التعريف بكتاب النص، ونتاجهم، وتصوراتهم الفنية ومدارس الكتابة التي ينتمون إليها
كما تمثل فرصًا جادة للاطلاع على نتاج الآخرين وأساليبهم الكتابية.

من هنا يكتسب هذا الملتقى أهميته، ويتحول فكرة جادة ومضيئة تذهب نحو الاحتفاء بالنص المسرحي، والتعريف بكتابه، كما أنه يساهم وبشكل جدي في إنشاء فضاء من الحوار بين كتاب المسرح وبين المتلقي عبر الفضاء الافتراضي.

وهذه الفكرة النوعية مدينة للكاتب المسرحي الصديق عباس الحايك الذي كان أول من عمل على إطلاقها قبل عامين.

فيما يحسب لجمعية الثقافة والفنون ممثلة برئيسها يوسف الحربي ولقسم المسرح بالجمعية ممثلًا في رئيسه الأستاذ ناصر الظافر أنها عملت لأجل ديمومة هذا الفعل المسرحي المبهج الذي يمثل الكثير لكتاب النص في الوطن العربي؛ حيث سيلقون نصوصهم بمصاحبة الموسيقى، والعروض، والخلفيات المبهرة التي تمنح أمسيات الملتقى طقسيتها الخاصة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button