في رثاء الصديق الصدوق، والرجل العلم الدكتور محمد على زاهي الزهراني، مدير عام الصحة الوقائية في وزارة الصحة سابقاً، ورائد الكثير من برامجها، ومؤسس شركة الرأي للاستشارات والخدمات البيئية، وصاحب القيم الرفيعة والأخلاق النبيلة وحب الخير للغير، الذي انتقل إلى جوار ربه مساء السبت 6/ 11/ 1441هـ.
سبحانَهُ من قدَّرَ الأعمَارا
سبحانهُ من يعلمُ الأسرارا
هو وحدهُ تجري الرياحُ بأمرِهِ
والغيثُ يهمي صيباً مدرارا
سبحانَه ربٌ تعالى شأنهُ
خلقَ العبادَ وقدَّرَ الأقدارا
يا من رحلتَ وكنت خيرَ معلمٍ
كالبدرِ يهدي تائهاً محتارا
بل كنت مدرسةً تشع فصُولهُا
نوراً وعلماً نافعاً ووقرارا
تُدني الكرامَ الخَيرين وتحتفي
بالنابهينَ وتكرهُ الأشرارا
ما كنتَ ممن يحتفي بمزيَّفٍ
مُتسلِّقٍ جعلّ (الهياطَ) شِعَارا
أمثالُه كم يفخرونً بزيفهم
وغدو بمدحِ الجاهلينَ سُكارى
يا أيها العلم الذي لبلادِه
أفنيت عمراً ما خفرت ذمارا
بصماتٌكم في خدمةِ الوطنِ الوفي
تستوجبُ الإجلالَ والإكبارا
كم من برامجَ فذَّةٍ دشَّنتها
خدمت صغيراً ناشئاً وكبارا
كم بلدةٍ صحيةٍ ساندتها
حتى غدت للمعجبين مزارا
وغدت برامجُها تمثلُ أهلها
جعلوا النظافةَ والنهوض مسَارا
أبها ومندقُنا الجميلُ وغيرها
مدنٌ غدت بجهودكم أنوارا
بالأمس كنت لنا حديقةَ فرحةٍ
تعطي الأريجَ وتنثرُ الأزهارا
قد كنتَ ملء قلوبنِا وعقولِنا
تهوى الوفاءَ، وتصنعُ الإيثارا
والعيدُ أن يأتي الضيوفُ رحالكم
لا تقبلُ التسويف والأعذارا
وإذا نطقتَ نطقت قولاً صائباً
ما كنت عندَ لقائنا مهذارا
إن غبت عنا غابَ بعضُ سرُورِنا
وحضورُكم كم يسعدُ السُّمَّارا
تُحيي المكانَ إذا حللتَ به ومن
أفكارِكم كم ولَّدُوا أفكارا
يا أيها الزاهي بهاؤك ماثلٌ
للسائرينَ يشعُّ ليلَ نهارا
ومعادنُ الأخيارِ تظهر عندما
تأتي لهم في أزمةٍ مُحتارا
فيقدمون العونَ والرأي الذي
كالسيفِ يمضي صارماً بتَّارا
أو عندما تمضي بهم في رحلةٍ
سل من يجولُ وجربَ الأسفارا
في الشرقِ أو في الغرب سافرنا معاً
ولكم شهدنا منتدىً وديارا
أنجالكم في دربكم قد أبحروا
ما ماتَ من أبقى لنا أقمارا
(وحميمُ) تفخرُ أنكم رمزٌ لها
رمزٌ تتيهٌ به الجموعُ فخارا
طَبْعُ الحياةِ تنقُّلٌ وترحُّلٌ
والله قد خلق الورى أطوارا
يبقى الصِّغارُ ملازمينَ صَغَارَهم
أما الكبارُ فيرحلونَ كبارا
القسمة 14/ 11 / 1441هـ