عندما تفكر في أي موضوع تريد الكتابة عنه وبالذات في مثل هذه الأيام وما يشغل الساحة ووسائل التواصل الاجتماعي عن السياحة في منطقتك بالذات وهنا الحديث عن منطقة الباحة التي تعنيني أنا شخصيا بالدرجة الأولى عن غيرها فأنت تقع بين مطرقة وسندان في مفارقتين عجيبتين بين أنك تحاول الرفع من شأن منطقتك بما فيها حقيقةً من مميزات طبيعية تستهوي الباحثين عن الأجواء المعتدلة والطبيعة المختلفة إيجابا إذ التضاريس الجميلة والغطاء النباتي والأشجار والظل الوارف عن طبيعة المدن التي تشتد فيها الحرارة صيفا ولا يستفاد من حدائقها لهذا السبب والمكتظة بغابة إسمنتية من المباني والأبراج التي تزيد من احتباس الهواء فضلا عن الذي حدث هذا العام بسبب فيروس كورونا وقلة التحرك والبقاء حبيس الجدران في المنازل تحت رحمة التكييف الذي قد يتعطل وقد يكون سببا في أمراض متنوعة بسبب البرودة القسرية المسلطة على الأجسام على مدار الساعة وصعوبة التنقل والحصول على الخدمات لسوء الأحوال الجوية .
منطقة الباحة يجب أن نعترف جميعنا بتميزها مكاناً مقيمين فيها أو مسافرين ونعود لها بين وقت وآخر إما للهجرة العكسية أو للاصطياف أو لأي سبب يجعلنا نزورها فهي منطقة جميلة بكل ما تعني الكلمة من حيث كونها وكما أسميتها في مقالات سابقة ” واسطة عقد المصايف ” لعدة أسباب لن نكررها والكل يعرفها من حيث الموقع والطبيعة والأجواء فلا يختلف إثنان على هذا الوصف وبالتأكيد فإن أميرها الدكتور حسام يريدها تكون في مكانها المرموق وفي طليعة مناطق الاصطياف ويرغب أن تكون جميع الخدمات متوفرة للمواطن والمقيم بها على مدار العام وللسائح والزائر في الصيف أو في أي وقت بحكم أن فيها جامعة وتقام بها مؤتمرات ويزورها مسؤولون من الدولة وأحيانا من دول شقيقة وصديقة وهذا يجعله يتابع ويوجه بما يحقق لها التميز في جميع الخدمات الضرورية التي يحتاجها الجميع بلا استثناء .
أعود للمفارقتين وتتمثلان في أن الكاتب لا يعرف كناقل أمين من يرضي من الطرفين ( الجهات – المستفيد ) إذ يسمع نبض الشارع والمجتمع ووسائل التواصل الاجتماعي وجميعهم يلومونه إذا أغمد قلمه ولم ينقل مطالبهم وحاجاتهم للمسؤولين والتي يتحدثون عن نقصها أو قصورها ويبدون رأيهم فيها بشفافية ويعتبرون ذلك من أوجب الواجبات على الكاتب الصحفي وحتى الإعلامي المراسل لجهته والم يفعل فيتهمونه بالمحاباة للجهات الخدمية بل وأدهى من هذا التعبير بعبارة ” التطبيل ” التي تتكرر في بعض التغريدات وكل نقاش يدور بينهم في تجمعاتهم الواتسية أو التويترية وكذا الفيس بوك والسنابات وغيرها من التطبيقات التي لا تخفى عليكم والتي نعتبرها تهمة باطلة لأن الإعلامي لا يتقاضى على ما يكتب مقابل مادي ليكون مرهونا به وعقله وفكره لا تسيره العلاقات الشخصية وإنما يخدم المكان والسكان بقدر ما يستطيع من باب المصلحة العامة وتكون المشكلة أكبر عندما يطالبون الكاتب أو المراسل تناول هذه القضايا في وقت الحاجة وليس قبله وأعني وقت الصيف مثلاً فقط وعندنا مثل شعبي يقول ” ما ينفع الصيح وقت الغرق ” بمعنى ماذا تفيد الكتابة والمنطقة تكتظ بقرابة مليون مواطن ومقيم وسائح ومتى يمكن تصحيح أي وضع فيه ما يقال عن قصور ونقص في الخدمة !؟
المفارقة الثانية وهي التي تثبت لهؤلاء المنتظرين تسديد عجز الخدمات عندما يحصونها ويسردونها بوقائعها المعاشة وتأتي بعض الجهات ذات العلاقة بهذه الخدمات وتقول ليس صحيحا وأن كل شيء على ما يرام وأن الخدمات متوفرة وهم يعلمون عدم صحة ذلك ثم تأتي بعدها توجيهات سمو الأمير – يحفظه الله- بضرورة بحثها مع المسؤولين سواء داخل المنطقة ومحافظاتها أو مع أصحاب المعالي والوكلاء ومدراء العموم في الوزارات للتأكد والوقوف عليها بنفسه ثم تأتي وفق متابعته وسهره وتحقيقه لهذه المطالب للمواطنين وبالذات المتضجرين عن هذا القصور التي اعطوا أدلة على صحة مطالبهم – بعيدا عن التجاوزات من البعض التي لا يقبلها أحد في التعبير المبالغ فيه عن بعض القصور الذي يصفه البعض بعدم التوفر البتة وهو كلام غير مسؤول – ولكن لنكن في داخل حرم الكلام المعقول ثم نجد سمو الأمير مشكورا مأجورا يحقق تلك المطالب في ظرف ” 72 ” ساعة .
والسؤال يقفز نحو هؤلاء المسؤولين أين خططكم الاستباقية التي يجب العمل عليها في وقت كافٍ ومبكر بتفعيلها من بعد إنتهاء فصل كل صيف مباشرة للصيف القادم من خلال غرفة عمليات – تدرس السلبيات والإيجابيات ونقص وقصور بعض الخدمات الضرورية – من جميع الجهات لمواجهة هذا الضيف الذي أصبح ثقيلاً كما يبدو كل عام !؟ أقترح يكون مثل ما هو العمل لنجاح موسم الحج مع فارق المكان والزمان والمثال ؟ ولقد رأينا كيف تم خلال الأيام الماضية معالجة موضوع الاتصالات وخدمة الإنترنت بجلب عربات لتقوية الإرسال ولو أننا نتمناها تكون حلولاً دائمة وليست وقتية مرتبطة بالصيف لمدة أشهر ويتم سحبها لمواقع عملها السابقة لكننا نشكر سموه الكريم على الاستجابة السريعة لتلبية مطالب المواطنين المتضررين وحل مشكلات خدماتهم التي يجب علينا كمستهلكين ألا نغفر لكل شركة خدمات – كالإتصالات والمياه مثلاً – تقبض منّا كمواطنين رسوم أمام خدماتهم لنا لأنهم يبنون ميزانياتهم على حساب جيوبنا بكل مستوياتنا المادية وأمام حاجة الأسرة بكامل عناصرها وخاصة الطلاب والطالبات فلا تكون خدماتهم حشف وسوء كيل .
هذا مثال واحد وعليه نقيس الاستنفار الذي حصل من الجهات الخدمية الأخرى ومنها نقص المياه التي تواجه المنطقة مشكلة تتكرر ربما كل صيف رأينا بعد لقاءات سمو الأمير وتوجيهاته تم إعداد خطط سريعة لمواجهة الطلب المتزايد وتدعيمه بما يزيد عن 30 ألف م3 في قطاع السراة ورأينا تكدس المواطنين حول بعض الأشياب ومناهل المياه للحصول على وايتات الماء بالتسجيل يوميا وإن كنا نعتبرها حالة خاصة هذا العام بالذات بسبب قلة الأمطار ونقص المخزون في السدود إلا أننا نرجو أن الله يغيثنا وألا تتكرر باعتبار الماء بالذات أهم شيء في حياة الناس واستقرارهم كما هي خدمات الكهرباء والاتصالات وتوفر الفنادق وغيرها مما يستوجب ضرورة تكثيف الدراسات الميدانية وليست النظرية فحسب حول تأمينها بصورة دائمة وتكثيف الإرشاد التوعوي السياحي وتوزيع وسائل ترشيد المياه على المواطنين بأسعار رمزية لتقليص الصرف والإسراف كما واعتقد أن تكثيف نشر الأخبار عن الحلول التي حصلت بتوجيه ومتابعة سمو أمير المنطقة شخصياً وبقية المسؤولين رشحت عن جولاتهم يومياً لتعطي مؤشرات بأن هذه المشاكل كانت فعلاً قائمة فتم حلها أما بصورة كاملة أو جزئية مما يجعل هذه الجهات الخدمية أمام مواجهة الجمهور الذي لن يسكته غير تحقيقها ويرجو أن يتم تحقيقها له بأعلى معدلات الراحة في ظل الدعم السخي من الدولة وألا يقتصر دورهم على النفير في الوقت العسير فالماء لم يعد يكذب الغطّاس يا سادة كما يقال .
انعطافة قلم:
شكرا سمو الأمير/ د. حسام على جهودكم واجتماعاتكم المباركة في استنهاض همم المسؤولين وتوجيهاتكم لهم بضرورة إيجاد الحلول السريعة لتوفير مطالب المواطنين والسيّاح ، ولقاءاتك التي سيكون لها صدى في تقليص أوجه القصور حالياً ومستقبلاً .