اشتد التنافس بين الفرزدق وجرير ، وزاد حينما استدعى الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، شعراء النقائض الثلاثة (جرير، والفرزدق، والأخطل)، وقال لهم: هذا كيس به (1500) درهم، ومن يقول بيتًا من الشعر يغلب فيه الاّخَرْين فهو له.
وبدأ بالفرزدق الذي قال:
أنا القطِران والشعراءُ جربى
وفي القطران للجربى شفاءُ
ثم أنشد الأخطل:
فأن تك زقّ زاملةٍ فأنني
انا الطاعون ليس له دواءُ
فقال جرير:
أنا الموت الذي أتي عليكم
فليس لهارب مني نجاةُ
فقال الخليفة: قد غلبكما جرير وله الكيس فعزّ ذلك على الفرزدق أن يغلبه جرير في مجلس الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
وقال: يا أمير المؤمنين زوجتي طالق إن لم أغلبه ـ يعني جريرًا ـ هذه المرة ـ أي يريد مبارزة أخرى ـ فنصحه الخليفة عبدالملك بن مروان أن يحتفظ بزوجته، ولا ينزلها ميدان المبارزة، لكنه أصر على موقفه وإدخال زوجته لميدان المبارزة.
فرد الخليفة له قائلًا: أنت وشأنك فقد نصحتك.
وبدأت المبارزة الشعرية بقول الفرزدق:
إني أنا الموت الذي هو واقع بك
فانظر كيف أنت مزاوله
فقال الخليفة: قل يا جرير فقال:
أنا الدهر والدهر غالبٌ
فجئني بمثل الدهر شيئًا يطاوله
فقال الخليفة: قد غلبك ثانية يا فرزدق فماذا تقول ؟
قال الفرزدق: أنفذ شرطي وزوجتي (نورا) طالق مني.
لكن الفرزدق ندم على طلاقها، وأنشد قائلًا:
ندمت ندامة الكسعيّ
لما بانت مطلقة مني نوارُ
كانت جنتي فخرجت منها
كاّدم حين أخرجه الضرار
ونصيحتي لا يتحدى أي منكم بزوجته، ويفعل ما فعل الفرزدق ويندم.
دوما كمن يخوض البحر ويغوص في الاعماق لاستخراج اللؤلؤ
تحياتي وتقديري