بعض القضايا الرياضية تحلها الإجراءات الرسمية وفق لوائح الاتحاد الدولي، ولوائح الاتحاد السعودي، والعقد المبرم بين الطرفين وبالتالي لا اجتهاد بوجود النص، وبعض القضايا لها معايير مختلفة، وتحتج لعلاج الكي من الجهة المختصة لحسم الأمور ولا تترك عائمة فالمتضرر من ذلك المنتخب، ومن ثم النادي.
وزارة الرياضة لن تترك بعض القضايا عائمة، كما فعل نيرون الذي أحرق روما، وجلس من شرفات منزله يتفرج على السنة اللهب؛ كأنها لوحة سريالية تغازل خطيبته، بل سيضع النقاط على الحروف قبل استفحال نيران نيرون الاتحاد فهد المولد، وتحولها إلى نيران شاملة لشرفات الاتحاد وغيره من الأندية.
حسابات فهد المولد وفق تغريداته بأن له مبالغ مالية فوق العشرين مليون ريال بعد تمديد عقده مثل نجوم آخرين في أندية أخرى، قبل مونديال كأس العالم بروسيا 2018 وحسابات المولد مبنية على طبطبة الظهر الشهيرة، ولكن النتائج غير المرضية في المونديال قد تكون سببًا في إعادة العقود لمليونين وأربعمائة ألف ريال لكل لاعب بما فيهم المولد ونجوم الهلال والنصر، وبالتالي لا يوجد للمولد حقوق مالية نهائيًّا أسوة بغيره حتى وإن بنى أفكاره على أن الهلال والنصر دفعوا للاعبين كتعويض وهذه معلومات غير مؤكدة، وحتى لو كانت مؤكدة فإن نجوم النصر جلبوا لناديهم بطولة الدوري الاستثنائي 2018، ونجوم الهلال جلبوا لناديهم بطولة الدوري وبطولة آسيا 2019 بينما كان المولد 2018 يتنقل في المطارات، وقدم موسم سيئًا للغاية و2019 كان موقوفًا بالمنشطات، فكيف يحق له المطالبة بعقده الصريح مع النادي، ناهيك عن عقد الطبطبة الملغي في ظل محدودية الاستفادة منه، وقد يرتفع الشك عند المولد بأن اللاعبين الآخرين استلموا، وهذا يعني أن ممارساته في مانشستر يونايتد وسفرياته وعدم انضباطه وكملها بالمنشطات قد تكون سببًا في حرمانه؛ لأنه بهذه العقلية يعتبر ما يصرف له بمثابة هدر مالي في غير مكانه.
تستطيع وزارة الرياضة حسم مثل هذه القضايا بخطاب سريع وصريح لنادي الاتحاد بالاكتفاء بما صُرف للاعب وفق عقده الساري المفعول 2022، واستعادة ما صرف له خلال فترة توقيفه بسب المنشطات، وعدم السماح له بالمطالبة بمبالغ وهمية تثقل كاهل النادي الذي يئن من الديون التي تحاصره من كل جهة، وفي حالة عدم انصياع اللاعب لخدمة ناديه بما يتوازى مع قيمة عقده الحالي يكون للنادي حق تحويله إلى لاعب هاوٍ.
وتستطيع الوزارة وضع شرط يضمن للأندية حقوقها الأدائية والانضباطية على أي لاعب محترف، وإذا تكرر من اللاعب السفريات والسهرات وفق اثباتات واضحة وصريحة، فمن حق النادي إلغاء العقد، أو تحويله لهاوٍ، وهذا الشرط يتساوى في العرف الشرعي عدا الاحترافي العالمي مع ضمان حقوق اللاعب المالية الذي جعل أي لاعب يماطل ويساوم ويغيب كيف يشاء ثم يحصل على كامل حقوقه المالية والشواهد على ذلك كثيرة من اللاعبين السعوديين والأجانب.
ملخص قضية فهد المولد أن لديه عقدًا احترافيًّا حصل بموجبه على كل حقوقه المالية أسوة ببقية اللاعبين، وحصل على مبالغ ضخمة فوق البيعة عند الزيارات بعد التأهل لكأس العالم، ومبلغ ضخم أثناء توقيفه بالمنشطات، ونسأل الله أن يرزقه من واسع فضله، ولديه من داخل البيت الاتحادي محفزين لتبني قضية تضر النادي، وتضر اللاعب وقد تضر المنتخب، ويجب تدخل الوزارة لوضع حد لمراوغات اللاعبين وتمردهم لأنهم مهما فعلوا فإن لوائح الاتحاد الدولي، والاتحاد السعودي تضمن حقوقهم المالية، ولا تضمن للنادي حقوقه على اللاعب الأدائية داخل الميدان ولا الانضباطية خارجه.
نيران نيرون الاتحاد تسري في أروقة نادي الاتحاد، وقد تنتقل النيران لأندية أخرى مادام اللاعب يتمرد ويتغيب ويسافر ويتعاطى المنشطات، وفي الأخير يضمن حقوقه المالية، ويضمن أقلام صحفية تسكب الزيت على نار الحقيقة الغائبة تريد الانتصار لآرائها، وتريد أن يكون لها صوت مؤثر حتى لو كان صوت سلبي يضر ولا ينفع.
ننتظر تدخل وزارة الرياضة عبر اتحاد القدم لوضع ضوابط تحمي الطرفين وتضمن حقوق النادي واللاعب؛ وليكن العلاج بوضع اللاعب في قائمة الهواة إذا أصر على رفس نعمة الاحتراف بعقليته المنصاعة لمتطفلين بدلًا من استثمار موهبته، ومن المهم وضع حد للصوت الإعلامي النشاز.