لا أعرفه شخصيا، ولم أقابله في حياتي ولو لمرة واحدة للأسف، وليت الفرصة كانت متاحة في مقابلة قامة إعلامية بحجم الراحل الصحفي الكبير الأستاذ صالح الشيحي _يرحمه الله _ حتى نرى ونسمع عن قرب رسالة هذا الإعلامي القدير في هذه الحياة الدنيا ولكن تعدد مقابلاته الإعلامية، ومقاطعه المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي، ومقالاته الصادقة حبا وعشقا في هذا الوطن الغالي عبر الاهتمام بمعاناة مختلف المواطنين وخاصة المتضررين منهم ومحاولة عرضها أمام المسؤول ؛ بقصد تفاعل المسؤول في حل مشكلات قائمة ترهق هذا المواطن المحب لدينه ووطنه عرفتنا جيدا برسالته القيمة. ومن الجميل بأن الصحفي أي صحفي هو عين المواطن وصوته لدى الجهات الرسمية، والخاصة فرسالة الصحفي المحترم المؤمن بدوره الحقيقي في المجتمع هي رسالة عامة وليست رسالة خاصة.
فحين يسمع الكاتب الصحفي الأمين معاناة الناس جيدا من خلال التواصل المباشر، أو غير المباشر وبالتالي يعيش أو يتعايش مع المشكلة المطروحة للمواطن بكل صدق ودقة وينقل هذه المشكلة للمسؤول في الجهات الحكومية خاصة ويوضح مدى تضرر هذا المواطن، أو حاجته الماسة في حل مشكلته المورقة يكون بهذا العمل قد أدى واجبه الصحفي بقدر مايستطيع من طرق متاحة ويتبقى دور المسؤول في الاستجابة الفورية، أو اللاحقة، أو وضعها بين الأدراج الخشبية لقدر غير معلوم وهذا الأسوأ بطبيعة الحال. ومثل صالح الشيحي على مابلغ من شهرة عظيمة لم يتبدل يوما على مبادئه الأصيلة، أوقيمه الراقية فمثله كانت المغريات في متناول يديه، ومثله أيضا كان بالإمكان قضاء مصالحه الخاصة بلا أي معاناة تذكر، وبلا أي هموم تلازمه نظير مجهوداته المتتالية في المساهمة في حل مشاكل الآخرين..!
إن حروف الحزن مجتمعة لاتكفي
في وصف فراق الصحفي الأمين صالح الشيحي، ولا يفيد سيل من الدموع في نعي الشمالي النبيل. والعزاء لنا أنه أخلص في مهمته طيلة عمله في سن مبكرة في المجال الصحفي من خلال النهج الإصلاحي المعروف في كتاباته، ومشاركاته الإعلامية المتميزة. إن الإنسان الفاضل صالح الشيحي عرف حقيقة الحياة الفانية، فضلا عن معرفة حقيقة العمل الإعلامي ولذلك ولا نزكي على الله أحد فقد ملأ صحيفته الشخصية بأعمال عظيمة ليس من السهل على الآخرين السير على خطاها..! وما أجملها من عبارة للفقيد نفسه هي أشبه بمنهج له في الحياة حيث يقول: ” صناعة المعروف مثل زراعة شجرة في طريق.. ربما يأتي يوم وتسلك ذلك الطريق وتستظل بتلك الشجرة. وقد قيل : من يصنع المعروف لايعدم جوازيه” رحم الله تعالى الصحفي الأمين صالح محمد الشيحي.
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى هو ووالدينا ووالديكم وكل من له حق علينا …
ونسأل الله أن يبارك في الصحفيين الموجودين حاليا وات يجعلهم خير خلف لخير سلف …من الصحفيين النبلاء الصادقين في أطروحاتهم وتوجهاتهم …
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى هو ووالدينا ووالديكم وكل من له حق علينا …
ونسأل الله أن يبارك في الصحفيين الموجودين حاليا وات يجعلهم خير خلف لخير سلف …من الصحفيين النبلاء الصادقين في أطروحاتهم وتوجهاتهم …