التاريخ أداة من أدوات الدفاع عن الأوطان، والتاريخ المعاصر والمزامن لوسائل الاتصال الحديث، وتقنياته المتجددة، ومنها وسائل الإعلام والتي تُعد مصدرًا أكثر موثوقية؛ لأنه يحتفظ بالصوت، والصورة بشقيها الثابت والمتحرك، والنص، والأفلام الوثائقية بأشكالها.
اليوم الوطن يحتاج أن يقرأ تاريخه في جزئية منه أراها أنها مهمة؛ هذه الجزئية من خلال وجهة نظري لم تعطِ حقها من الدراسة، والمعرفة بها، وربما غلب عليها جوانب أخرى؛ هذه الجزئية هي: التحديات المؤثرة التي أثرت في حياة الكثير من الأوطان عربية، وإسلامية، وعالمية كان هذا الأثر سلبيًّا؛ بل إن كيانات قائمة انهارت ولم تلبث أمامها.
المملكة العربية السعودية استطاعت أن تكون هي التحدي ذاته لتلك التحديات، واستطاعت بقيادتها، وشعبها الواعي تجاوز تلك التحديات، واستطاعت أن تتكيف مع كل تحدٍ، وأن تصنع له تحديًّا آخر، يواجهه وهنا أذكر أمثلة من التحديات التي ظهرت، وكان خطابها الأقوى والمؤثر في تلك منتصف القرن العشرين تقريبًا وهو المد القومي، والذي كان من توجهاته النداء بإزالة الأنظمة العربية الملكية والوراثية، والسعي لتشويهها ورميها بالتخلف، والرجعية فكان من نتائج ذلك سقوط الملكية في العراق، واليمن، ومصر، وليبيا، ونتج عن ذلك أحزاب قومية، وخطاب له قوته وتأثيره، هذا التحدي لم يكن إلا دافعًا للمملكة العربية السعودية، وهي الدولة العربية الإسلامية والتي بها المقدسات الإسلامية أن ترى بأن مواجهة هذا التحدي الخطير هو الفكر الإسلامي، وسعت المملكة العربية السعودية لتأسيس منظمات تهدف لتعزيز الروابط الإسلامية فكانت رابطة العالم الإسلامي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة العالم الإسلامي “التعاون الإسلامي حاليًّا”، والبنك الإسلامي، وما يتفرع عن تلك من وكالات أخرى.
ولهذا استطاعت المملكة العربية السعودية أن تواجه كل تحدٍ يظهر بما يناسبه، وبما هو أقوى منه.
وهناك تحديات أخرى برزت تمثلت، في فكرة تصدير الثورات للعالم العربي وعلى وجه الخصوص لدول الخليج العربية، والعراق، والذي تبناها الثورة الإيرانية على يد الخميني، وأذرعه، فكان هذا التحدي يواجه بخطاب عربي وإسلامي.
ظهور التيارات المتطرفة ما بعد حرب الخليج الثانية، وظهور تيارات إرهابية تكفيرية مثل القاعدة، وحاليًّا جماعة الحوثي، وحزب الله الذي يريد أن يكون له موطئ قدم في اليمن والذي هو ذراع إيراني، وتحدٍ جديد متمثل في جماعة الإخوان والذي وصل للحكم في تركيا والذي يحلم ويطمع في العودة إلى العصور الوسطى وفكرها القائم على التوسع، وكذلك الحلم بالخلافة الإسلامية، وصنع لأجلها الموالين من أبناء الأمة العربية.
هذه تحديات تقف أمامها المملكة العربية؛ حتى هذه اللحظة دون أن يكون لتلك التحديات أثر سلبي في كيان المملكة العربية السعودية، وفي فترة راهنة وظفت وسائل إعلام، وعقدت مؤامرات لكنها لم تحقق هدفها الخبيث.
والسبب الذي جعل من المملكة العربية السعودية وطنًا يقف أمام التحديات.
•قيادة حكيمة تعرف توظف لكل تحدٍ تحديًّا يواجهه في القوة أو يفوقه تأثيرًا، ومعرفة ما تتطلبه كل فترة، وما يحدث فيها من تعامل مناسب.
•شعب واعٍ لم ينجرف وراء الكثير من تلك الصيحات التي مرت، شعب يدرك أن وطنه حديث النشأة، والخلل الذي بداخله لو حدث سيكلف الكثير، وسيؤخر نهضته، وتقدمه.
•الدين الإسلامي والأخلاق العربية التي تحث على البناء، وعدم الهدم.
هذا ما يجب معرفته، وكاتبة تاريخه لدى الأجيال من أبناء هذا الوطن.