ماهي إلا أيام قلائل، ويبدأ حجاج بيت الله بالتوجه نحو المشاعر المقدسة، وعلى صعيد عرفات الله وقلوبهم تنبض شوقًا، وأعينهم تفيض بالدمع على ما منه عليهم الباري ووفقهم لأداء مناسك الحج لهذا العام رغم الظروف المحيطة بالعالم بأسره، بينما ينعم ضيوف الرحمن في ظل هذه الظروف بأمن وأمان بفضل الله ثم العين الساهرة لخدمتهم من جميع القطاعات سواء الصحية أو الأمنية أو الإعلامية منها؛ بالاضافة للجهات النتظمية، وكل هذا وذاك بتوجيهات سامية من لدن خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- تعالى، ويجزل له نعم العطاء لما يقدمه لحجاج بيت الله الحرام.
وليس بالغريب على حكومة المملكة العربية السعودية فعبر السنوات أبلت بلاءً حسنًا لخدمة ضيوف الرحمن، ويشهد بذلك الجميع على المستوى الدولي سواء من بعثات حج أو حكومات فالجميع يعلم بأن حكومة المملكة أولت جل اهتمامها لخدمة ضيوف الله، وجعلت منه شرفًا عظيمًا قد أنيط بها فحفظت ذلك العهد، وأدت الأمانة على أكمل وجه، منذ جلالة المغفور له بإذنه تعالى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ومن بعده جاء أبناؤه الذين أكملوا هذه المسيرة المباركة، ومشوا على نفس الخطى وبذلوا الغالي والنفيس؛ لينعم حجاج بيت الله الحرام بالأمن والأمان، وتتجسد هذه العناية الأبوية الحانية في أمور عدة من حسن الاستقبال والضيافة والرفاد، وتسهيل أمورهم منذ الوصول، وحتى المغادرة سالمين غانمين محملين بذكرى خالدة لكل ماشهدوه ولمسوه من عناية مميزة لهم في ظل مشاريع عملاقة وضعت من أجل خدمتهم وتيسير مناسكهم بسلام، واليوم شاءت إرادة الله بسبب فايرس كوفيد19 بأن يقتصر الحج لهذا العام على حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين ضمن احترازات أمنية وصحية حفاظًا على سلامة أرواحهم، وها هو اليوم وزير الحج يعلن وبكل شفافية متحدثًا عن تقنين موسم الحج لهذا العام ١٤٤١هـ لجهات أولوية معنية من حجاج الداخل وبعض القطاعات ضمن ضوابط معينة من تصريح وغيره؛ بالإضافة صرح معاليه بأن قد تم حجز هؤلاء جميعًا، وسيتم نقلهم بعد انتهاء الحج بإذن الله إلى الحجر المؤسسي لمدة أربعة ايام وقد يزيد أو ينقص، وأوضح معاليه بأن تلك الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الرشيدة المتمثلة بخادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- بسبب الظروف الصحية التي تمر بها المملكة والعالم قاطبة؛ سائلين الله سبحانه وتعالى بأن يكلل حج هذا العام بكل يسر وسهولة كسابقة من الأعوام الماضية، غمر الله هذا البلد الطاهر والبقعة المباركة بالنصر والبركات، وأدام الله عليها أمنها وأمانها، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وسدد قوله، وثبت خطاه لما يحب ويرضى أنه قدير سميع مجيب الدعاء.
وقفة:
الحج أشهر معلومات فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وذكر لله في أيام معدودات، فتذكر ياحاج بيت الله أركانه وواجباته وسننه دون تعدٍ وتجاوز واذكر أن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب، اللهم اجعله للجميع حجًا مبرورًا وسعيًّا مشكورًا.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد
ياملبيًّا…..اللهم لبيك…..
ياقاصد الحرم والبيت…..
لبيك لاشريك لك لبيك….
بالدعاء والرجاء قد أتيت…..
والأدمع تذرف ربي إليك…..
فاغفر فالفرج إن رضيت…..
————
كاتبة، وباحثة حقوقية
مكة المكرمة