إذا كانت المؤسسات الإعلامية الصحفية والإذاعية والتلفزيونية التي تحترف مهنة الإعلام، وتزخر بالمتخصصين الذين يجيدون التعامل مع الخبر وكل استفهاماته ومعاييره، وفي التحقيقات والتحليلات والمقالات والمقابلات ناهيكم عن معرفتهم لسمات الجمهور المستهدف ودوافعه وإشباعاته، وتسلب منها هذه الوظيفة الاحترافية، وتجير لجهات تقوم بدور الإعلام نيابة عن تلك المؤسسات ذات الاختصاص عبر المتحدث الرسمي للمنشأة الذي في الغالب غير متخصص، ولا علاقة له بالإعلام ومعظم إدارة العلاقات العامة في المنشأة من غير المتخصصين في الإعلام أليس هذا إجحاف في حق المؤسسات الإعلامية المتخصصة، صحيح أن توجيه المقام السامي بإنشاء إدارة علاقات عامة ومتحدث رسمي لكل منشأة؛ ليتواصل مع وسائل الإعلام، ولكن في الغالب المنشأة تقوم بالدور عبر منصتها، وتتجاهل التواصل مع وسائل الإعلام لتقوم بهذا الدور، وهذا لعمرك لا يخدم وظيفة المؤسسات الإعلامية الرئيسة المناط بها التعامل مع المحتوى الإعلامي باحترافية في الطرح والأسلوب، وتوقيت النشر، ومراعاة توجه الجمهور وحالته النفسية والمزاجية التي يجب أن تراعى في صياغة الرسالة الإعلامية فكل خبر له صياغته وأسلوبه، وتوقيت لنشره، ومعيار إخباري لترتيبه بين الأخبار الأخرى، وهذا ما ينقص مراكز الإعلام في بعض المنشآت، ولكي لا يضيع دور المؤسسات الإعلامية علينا أن نفكر مليًّا، ونضع خطة استراتيجية تحدد المهام والوظائف لكلٍّ من المنشأة والمؤسسات الإعلامية، لأن الإعلام علم وفن ويقوم على أسس وقواعد في البث والنشر، هذا إذا أردنا للإعلام أن يسير في منظومة متناغمة مع رؤية ٢٠٣٠، ويخدم كل القطاعات في تحقيق ذلك، وإلا ما فائدة المؤسسات الإعلامية إذا لم تقم بهذا الدور وتسلب وظيفتها الأساسية منها.
بعض الجهات أصبحت تحتكر المادة الإعلامية الخاصة بها بحجة أن لديها منصات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتجاهل دور المؤسسات الصحفية، وهذا مخالف لأحد الأدوار الرئيسة للعلاقات العامة.