قال صاحبي: عاش العالم خلال الفترة الماضية حالة من التوجس والترقب، وأغلقت الدول حدودها على نفسها، وأصيبت الحياة بشلل تام، أجُلت فيها جميع المناسبات الاجتماعية، والفعاليات السياسية، والاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها، وكثرة التكهنات حول مآل الركن الخامس، بين متخوف من إقامة هذه الشعيرة في ظل هذا الظرف الصحي العالمي، ومتربص، يبحث عن أي فرصة لتوجيه سمومه تجاه السعودية.
حسمت الحكومة السعودية أمرها، واتخذت قرارها، انطلاقًا من مسؤوليتها عن الحرمين الشريفين، وسجلت موقفًا حققت فيه المصالح الشرعية، يضاف لجهودها السابقة، منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في توفير الخدمات كافة لضيوف الحرمين الشريفين, ولم تتوانَ في أي زمان ومكان عن تذليل الصعاب، وخصوصًا إن كان الأمر يتعلق بخدمة الإسلام والمسلمين، حيث لقي القرار السعودي ترحيبًا وتثمينًا ليس فقط من دول العالم الإسلامي، بل من دول العالم أجمع، ومن المنظمات والهيئات المعنية بصحة الإنسان.
فالحمد لله على نعمة التمام، والحمد لله على تيسير أمور الحج والحجاج، وتحقيق المعادلة الصعبة؛ إقامة الركن الخامس، وتحقيق أحد مقاصد الشريعة الإسلامية الخمس بالحفاظ على النفس البشرية، من خلال تطبيق برتوكولات صحية غاية في الدقة والصرامة لتحقيق هذه الغاية السامية، والتي أكددت مجددًا على أن السعودية ماضية على العهد، ومحافظة على الوعد بخدمة المشاعر المقدسة، وضمان سلامة وراحة قاصديهما، وأستطيع الجزم على أن ما بُذل في هذا الموسم يفوق ما تم بذله في مواسم ماضية؛ فحصى الجمرات معقمة، والدخول إليها مرتب لكل خمسين حاجًا، وخدمات الطعام والشراب والإيواء ملتزمة بشروط صحية غاية في الصرامة، والمطاف والمسعى تم تجهيزهما لتحقيق التباعد الاحترازي، وغيرها كثير.
لذا كان الحج في هذا العام مختلفًا واستثنائيًّا في إجراءاته، فهو الأقل عددًا، لكنه الأكثر كلفة على جميع قطاعات الدولة التي أنيط بها شرف خدمة الحجيج، استثنائيًّا حيث تفوقت السعودية على جميع التحديات الصحية، فكان الحج هذا العام حجًا آمنًا وصحيًّا استثنائيًّا فقد كان الحج هذا العام تحت مراقبة المنظمة الصحية العالمية التي أشادت بالجهود الصحية المتقدمة المبذولة للحجاج، استثنائيًّا، حيث شاهد العالم الإمكانات التي توفرها السعودية من أجل إيجاد بيئة آمنة وميسرة لأداء مناسك الحج، استثنائيًّا لأن السعودية اضافة إلى رصيدها وتميزها في إدارة الحشود خبرة جديدة ليس فقط بتجهيز المكان وفقًا لتغير أحوال الطقس، بل بالعمل تحت مختلف الظروف والتحديات والتفوق عليها، استثنائيًّا لأن الإجراءات السعودية قطعت الطريق على المتاجرين بالحج، والأصوات النشاز التي اعتدنا عليها في كل موسم.
قلت لصاحبي:
ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء، نجحت السعودية بامتياز كالعادة وأثبتت أن إدارة الحشود ماركة سعودية خاصة.
(قلت لصاحبي:
ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء، نجحت السعودية بامتياز كالعادة وأثبتت أن إدارة الحشود ماركة سعودية خاصة)
مقال رائع كما عودتمونا سعادة الدكتور، وقد اجملته بخاتمة، القول فيها سهم في نحور الحاسدين أهل الظلام الكائدين للوطن وشموخه
ممتن لكم، وهي شهادة نعتز بها في صحيفة مكة الإلكترونية؛ وتحملنا مسؤولية التجديد والإبداع والتميز الدائم من أجل البقاء في المقدمة دائما
ممتن لكم أيها الكريم
السعودية عظيمة ترفعت عن الصغار والصغائر
ولسان حالها :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ