هذه رسالة موجهة لإخواننا في لبنان حكومة وشعبًا.. لبنان الأدب الذي يعج بشعراء وكتاب الفصحة الذين أثروا الساحة الثقافية منذ عقود… الشعراء الذين درسنا إبداعاتهم في مناهجنا الدراسية، ولا زالت راسخة في أذهاننا من كتابات شعراء وأدباء المهجر وغيرهم… لبنان العلم الذي كنا نستقي بعلومه في السبعينيات، وتخرج من جامعاته العريقة نخبة من أبناء السعودية الذين أسهموا في بناء وطننا الحبيب. لبنان الفن المليء بالمواهب التي أدخلت البهجة على قلوبنا من خلال إنتاجاتهم الفنية الرائعة… لبنان البلد الذي -حباه الله- بمناخ وتضاريس جغرافية متنوعة، جعلت منه في السابق وجهة سياحية تضاهي الوجهات السياحية الأوروبية… غير أن الشعب اللبناني الشقيق يأبى إلا أن يعيش في خنوع واستكانة لفئة قليلة تسمي نفسها بحزب الله ..دمرت ماضي لبنان المجيد، وتصر على تدمير حاضره، وتجويع شعبه في سبيل تحقيق المشروع الصفوي الذي يجهر بأجندته التخريبية وتدميره للوطن والوحدة العربية. ولا أزال في حيرة من أمري كغيري من أبناء الوطن العربي … ما الذي يجبر اللبنانيين على السكوت والخضوع لحزب يصرح بأن أولوياته ليست للبنان ولا للبنانيين. أين الإرادة السياسية للحكومة اللبنانية، والتي من المفترض أنها تمثل الشعب بكافة أطيافه… أما منهم رجل حكيم… أما منهم من يتخلى عن مصالحه الشخصية، ويقدم مصلحة لبنان والشعب اللبناني.
إن الانفجار الذي دمر بيروت مؤخرًا يجب أن يكون كفيلًا بإيقاظ الشعب والحكومة اللبنانية المنتخبة من غيبوبته والعودة بنية صادقة للحضن العربي ليس فقط من أجل الحصول على الدعم المادي من الحكومات العربية في ترميم ما حصل من دمار، كما كان الحال في إعمار جنوب لبنان بعد الغزو الإسرائيلي الغاشم… وإنما العودة من أجل أن يصبح لبنان بلدًا مستقلًا ذي سيادة … أولوياته من أولويات الأمن العربي بالمنطقة… حينها سيعود لبنان كما كان سابقًا الوجهة السياحية الأولى في المنطقة والمركز المالي للعمليات المالية في المنطقة، وينتعش اقتصاد البلد وتمتلئ خزينته بالعملة الصعبة، ويحظى المواطن اللبناني بحياة كريمة دون خوف من حزب الله وأعوانه.
إن ذلك ليس بالأمر الصعب؛ كي يتحقق إذا كان هناك إرادة صادقة من الشعب والحكومة اللبنانية… حينها سيجد لبنان واللبنانيون أيادي الشعوب العربية قبل حكوماته تتسابق لمد يد العون لهم، وعلى رأسهم نحن السعوديين حكومة وشعبًا.