أثناء فترة عملي بجريدة النـدوة، كُلفت أكثر من مرة بالذهاب لمعالي الأستاذ، حسين عرب ـ يرحمه الله ـ، أثناء تكليفه بمنصب مدير عام مؤسسة مكة للطباعة والإعلام، وفي كل لقاء أجد فيه الرجل المتواضع البشوش مع الجميع، ولم ألحظ يومًا أنه يتحدث بلغة كبرياء وغرور، فتواضعه مع الجميع أكسبه محبته.
والأستاذ، حسين بن علي عرب ـ يرحمه الله ـ، تحمل سيرته العديد من المحطات العملية، وقبل الحديث عنها، أتوقف أمام مولده ونشأته، فهو من مواليد حي شعب عامر بمكة المكرمة عام 1338هـ/1919م، وتلقى تعليمه بكتّاب عرف بكتّاب مسجد بئر الحمام الكائن في شعب عامر، وبعد حفظه للقرآن الكريم، التحق بالمدرسة التحضيرية بالمسعى، وأنهى المرحلة الابتدائية؛ ليلتحق بعدها بالمعهد العلمي السعودي، الذي تخرج فيه عام 1356هـ/1937.
وبدأ حياته العملية في شركة الطبع والنشر التي تصدر جريدة “صوت الحجاز”، ثم التحق بالعمل التحريري بها فعمل محررًا، كما عمل محررًا بجريدة “أم القرى” بالنيابة، وعُين مديرًا لمكتب إدارة السيارات الحكومية من 1 محرم 1361هـ إلى عام 1 شعبان 1365هـ، ثم نُقِل للعمل كمعاون لمدير شعبة المالية والخارجية بديوان نائب الملك، واستمر بها إلى عام 1370هـ، لينتقل بعدها للعمل كسكرتير عام بوزارة الداخلية، ثم مستشارًا إداريًّا ثم مديرًا عامًا، ثم قائمًا بأعمال وكالة الوزارة حتى استقالته في رجب عام 1380هـ.
عُيِّن وزيرًا للحج والأوقاف في شوال من عام 1381 هـ إلى رجب من عام 1383 هـ، فكان أول وزير لها، حيث شغل منصبها خلال الفترة من 1381 هــ ــ 1383 هــ، ويعتبر مؤسس وزارة الحج والأوقاف (وزارة الحج والعمرة حاليًّا)، وساهم بدور فاعل في إنشاء مصنع كسوة الكعبة المشرفة (مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة ) ـ حاليًّا ـ
عضو في العديد من المؤسسات الإعلامية والأندية الأدبية والثقافية، فهو عضو بمؤسسة مكة للطباعة والإعلام التي تصدر عنها جريدة (النـدوة) سابقًا، وعضو الهيئة التأسيسية لنادي مكة الثقافي الأدبي، ويعد من أبرز الشعراء المعاصرين في المملكة العربية السعودية، ترجمت بعض قصائده للغتين الألمانية والإنجليزية، ويمتاز بعدم التزامه بنُظم معين في كتابة القصائد، بل كان يكتب كيفما تأتي القصيدة، مرةً حرة ومرةً موزونة، أصدر مجموعته الشعرية الكاملة في جزأين عام 1985م، وحصل على عدد من الجوائز المحلية والعالمية، منها الجائزة الأولى في المسابقة الشعرية لهيئة الإذاعة البريطانية عام 1944، وجائزة الميدالية الذهبية ضمن تكريمات مؤتمر الأدباء السعوديين الأول عام 1974، ووسام القمة العاشرة لمجلس التعاون الخليجي في سلطنة عمان (1990) ، وكُرم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب (1990) ، (وزارة الرياضة) ـ حاليًا ـ، كما كرمه نادي مكة الثقافي الأدبي عام 1987م، وحصل على الجائزة الأولى في مسابقة نشيد الشباب السعودي عام (1973)، والجائزة الأولى في مسابقة نشيد الجندية (1939)، والجائزة الأولى في مسابقة نشيد الطيران (1935)
يقول في قصيدته “العام الجديد”
هكذا نمضي ويمــضي غيرنــا
بين أيـــــامٍ وأعــــوامٍ تــــدور
والمنايا سـكـنت فيـهـا المـنى
مثلما تسكن في الشوك الزهور
توفي ـ يرحمه الله ـ يوم الاثنين 17 صفر 1423 هـ الموافق 29 أبريل 2002م.
وكذلك عبدالله عريف كان صحفيا وكان يكتب في الشأن العام ويلمس نبض المجتمع فأصبح امينا للعاصمة المقدسة وكانت له جولات وموقف مشرّفة ليت كل الامناء يقتدون بمنهج العريف يرحمه الله بحولاته الليلية على الاحياء وتسجيل الملاحظات وتقديمها لرؤساء الاقسام لمعالجة السلبيات.
عبدالرحمن سراج منشي
حسين عرب الوزير الذي كان صحفيا فأصبح وزيرا للحج , وكذلك الاستاذ عبدالله عريف كان صحفيا وكان يكتب في الشأن العام ويتلمس نبض المجتمع فقد رشحه الملك فيصل ليكون أمينا للعاصمة المقدسة , فقد جنّد نفسة لخدمة هذه البقعة المقدسة وعُرف بجولاته الليلية على الاحياء السكنية وتسجيل الملاحظ والسلبيات فيما يخص الخدمات البلدية , وفي الصباح يرسلها لرؤساء الاقسام لمعالجتها . ليت الامناء المعاصرين يقتدون بالعريف يرحمه الله في القيام بجولات ليلية والاطلاع على مستوى الخدمات البلدية وتصحيح الاوضاع المزرية . رحم الله عبدالله عريف واسكنه فسيح جناته .