المقالات

انفجار بيروت

بيروت كان يُطلق عليها باريس الشرق لما كانت عليه من التقدم والازدهار حتى إنها كانت مكانًا؛ لتصوير الأفلام وإقامة الحفلات الراقية، ومنبعًا للثقافة بوجود المكتبات ودور الطباعة والنشر وخطوط الموضة، ثم جاءت الحرب الأهلية عام 1975 م، واستمرت 15 سنة أنهكت قواها فكان اتفاق الطائف عام 1990 على يد الملك فهد بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل -رحمهما الله- الذين خاضا مفاوضات شاقة لتقريب وجهات نظر اللبنانيين حتى خرجوا باتفاق حقن الدماء، وأخمد نار الحرب فدعمت السعودية لبنان حكومة وشعبًا، ومدته بالمساعدات المالية والعينية الضخمة حتى الأسلحة التي اشترتها من فرنسا للجيش اللبناني، ثم أوقفت توريدها في آخر لحظة عندما تبين لها أنها لن تكون تحت يد الجيش اللبناني، وبدلًا من أن يضع اللبنانيون أيديهم في يد السعودية تنكروا لها، وارتموا في أحضان إيران التي زرعت حزب اللات كذراع لها، وأخذت في الإفساد حتى عجزت بيروت في يوم من الأيام عن إزالة القمامة من شوارعها بعد أن كانت باريس الشرق.

ويأتي انفجار المرفا يوم أمس (وبعيدًا عن أسباب الانفجار هل هي مدبرة ومقصودة أم أنها عفوية وسوء إدارة، وأثاره، وتوقيته)؛ ليثخن الجراح في جسدها الذي أنهكه الفساد بكل أشكاله، ويزيد معاناة أهلها واللبنانيين عمومًا؛ وليظهر للعلن افتقاد لبنان لدولة الموسسات وعجز حكومته عن حكمه، وليثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن إيران مادخلت دولة إلا أفسدتها فهاهي العراق بلد الرافدين، وهاهي اليمن السعيد، وهاهي سوريا ولبنان.
لقد آلمنا ذلك الانفجار، وأحزننا سقوط عشرات الضحايا وإصابة الآلاف من الأبرياء، والدمار الهائل الذي خلفه الانفجار، ولا نملك إلا أن نسأل الله أن يمن على إواننا اللبنانيين بالأمن والاستقرار، وأن تعود بيروت باريس الشرق كما كانت مركز إشعاع.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button