في البدء أتقدّم بأحر التعازي وصادق المواساة للشعب اللبناني الشقيق في ضحايا حادث الانفجار الذي وقع مساء أمس الثلاثاء في مرفأ بيروت، كما أتمنّى عاجل الشفاء للمصابين..
وحرصًا على عدم استباق نتائج التحقيق، وتحديد المسؤولين عن هذه الكارثة المفجعة، فلن أخوض في الاحتمالات، وإن بدت بعض الخيوط تقود إلى جهة ما، ولكن الأمر الذي لا اختلاف عليه أن تخزين مواد بهذه الخطورة، وبهذه الكمية المدمرة في منطقة آهلة بالسكان، وضاجة بالحركة، ولمدة تتجاوز السنوات الست، لهو أمر يكشف روح الاستهتار واللامبالاة، ويضع من ساهم وشارك ونفّذ هذا الجرم في طائلة القانون، بما يستوجب سرعة المحاسبة، وضمان عدالتها الناجزة.. بخاصة وأن لبنان يمر هذه الأيام؛ بل ومنذ فترة بعيدة بمشاكل سياسية واقتصادية بالغة التعقيد والخطورة، انتهت به إلى ما يشبه الانهيار الاقتصادي، والانفلات السياسي، في وقت ظلت فيه بعض التيارات السياسية – دون أن نسميها – تمارس العبث بأمن واستقرار هذا البلد الآمن، وتعرض شعبه ومقدراته للخطر، جراء الانسياق وراء أجندات خارجية، حريصة على أن تجعل من لبنان مسرح عبثها الإقليمي..
إن الاستجابة الفورية التي بادرت بها المملكة العربية السعودية، ممثلة في قيادتها الرشيدة، حيال هذا الحادث، والإعلان عن التضامن مع لبنان حكومة وشعبًا، والاستعداد الفوري لتقديم كافة المساعدات اللازمة لتجاوز هذه الكارثة، يقف دليلاً واضحًا وأكيدًا على حرص المملكة على أمن وسلامة ووحدة تراب لبنان، لاعتبارات كثيرة، يتداخل فيها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعقدي، وهذا الموقف ينسجم تمام الانسجام مع توجه المملكة العربية السعودية وقيادتها في إغاثة الشعوب عامة في حال الأزمات والكوارث، وسرعة الاستجابة لهذا النداء الإنساني، فكيف الحال إذا كان المستغيث هو لبنان، والكارثة في بيروت..
إن الشعب السعودي بأثره يقف مع لبنان في محنته هذه، داعيًّا الله أن يرحم ضحايا هذه الحادثة، وأن يعجِّل بشفاء الجرحى والمصابين، وأن يجنِّب الله هذا البلد ما تتنزّل عليه من مصائب بسبب أخطاء بعض ساسته، الذين يجب أن يعوا ويدركوا أن أمن لبنان وسلامة شعبه “خط أحمر” تحرص المملكة كل الحرص بأن لا يمس بسوء.