كلما قرأت قصيدة خالد الفيصل الشهيرة “المعاناة” أو سمعتها بصوت المسن محمد إبن عبده عثمان عسيري، تركض أمامي دوائر الأسئلة عن “المعاناة” في حياة المشاهير، وفي مقدمتهم “دائم السيف”.
تقول برولين شقيقة القائد الشهير “نابليون” بعد أن كبدته معاناة نفسية طوال حياته، وبعد ما قال لها قولته الشهيرة: “أنت عار في حياتي”؛ حيث كانت تشعر بالغرور لجمالها الطاغي، وكانت تختار من الرجال كما تشاء، بل كانت تختار أبرز القادة العسكريين الذين يعتمد عليهم نابليون، ولكنها تفشل في كل محطة زواج وتعود لنابليون قبل أن تكتمل فرحته بالتخلص منها، عندها اعتبرها عارًا ووصمة سلبية في حياته، لكنها ردت عليه بمقولتها الشهيرة: “المعانة للرجال العظماء وللنساء الجميلات”، وكانت حياتها الخاصة وحياة نابليون القائد الشهير “معاناة” فعلًا، وانتهت حياتهما بشكل دراماتيكي كئيب في منفى خارج الحياة الطبيعية لتكتمل جوانب” المعانة” الفعلية للرجل العظيم والمرأة الجميلة.
معاناة خالد الفيصل كرجل عظيم ذات إيقاع مختلف في المفردات، والنبرات ، وقد تكون قصيدة “المعاناة” أكثر شهرة وأكثر استيعابًا عند المتلقي، لكن من يتوقف قليلًا عند قصيدة ” يا سحايب سراة أبها تعدي شمال واستعيري دموعي سيلي كل وادي”، سيجد فيها عمق الإحساس الأبوي الصادق أكثر من رائعة أبن الرومي في فقيده ابنه الأوسط عندما يقول فلله كيف اختار واسطة العقدي.
هل قصيدة خالد الفيصل “المعاناة” تحكي قيمة وأهمية وصعوبة “المعاناة” في حياة العظماء كما قالت برولين ؟ أم أن قصيدة “ياساحيب سراة أبها ” متوازنة في “نورها” وألمها مع آلام ووجع الشاعر الشهير أبن الرومي، وهو يرثي نجله؟
الخيار مفتوح للجميع لاختيار القصيدة التي تعبر بصدق عن “المعاناة” أما أنا وبعد سماعي لتفاصيل وألم قصيدة يا سحايب سراة أبها تعدي شمال واستعيري دموعي سيلي كل وادي” ستظل مشعة “بنورها” في وجدان وأحاسيس كل من يقرأ تفاصيلها، ويفهم ما بين السطور من ألم ووجع لا تمحوه الأيام…. إنها حكاية حقيقية مرتبطة بسحاب أبها و”معاناة رجل عظيم” قالها وصمت.
راىع هذا التعبير
لا استطيع ان احده بمحور واحد..هو عظيم