رغم عدم إكماله لدراسته الجامعية، واضطراره للعودة إلى المملكة، إلا أنه استطاع أن يقود مسؤولية رئاسة مكتب الوكلاء الموحد على مدى اثنين وعشرين عامًا.
ذاك هو محمود صالح أبو زيد ـ يرحمه الله ـ الذي عرف بشيخ الوكلاء، والذي استطاع أن يترجم العمل الجماعي المنظم في خدمة الحجاج إلى واقع عملي، ببروز مكتب الوكلاء الموحد عام 1395 هــ، ففي اجتماع قصير استطاع أن يجمع وكلاء المطوفين، ويخرجهم متفقين على تشكيل مكتب موحد فيما بينهم؛ لتكون البداية والانطلاقة، بصدور القرار الوزاري رقم 635/ق/م في 7/8/1395 هـ بإنشاء مكتب الوكلاء الموحد، وتكليف الوكيل محمود أبوزيد ـ يرحمه الله ـ، برئاسة مجلس إدارته، قبل صدر الأمر السامي الكريم رقم م / 13 وتاريخ 4 / 3 / 1398 هـ، المتضمن الترخيص لوزير الحج والأوقاف بوضع اللوائح التنظيمية التي تمنح بموجبها الرخص الجديدة متضمنة شروط قيام مؤسسات الطوافة الجديدة طبقا للأنظمة التجارية، وفتح باب الانفصال، والمرسوم الملكي رقم 4 / ص / 13162 وتاريخ 13 / 6 / 1399 هـ، بالموافقة على فكرة إقامة المؤسسات، لرفع مستوى مهنة الطوائف وخدمات الحجاج.
ومحمود صالح حسين أبوزيد ـ يرحمه الله ـ، الذي عرف بشيخ الوكلاء، من مواليد حارة البحر بمدينة جدة في 16/03/1350 هـ / 01/08/1931 م، وتلقى تعليمه في مدارس الفلاح بجدة، ثم انتقل لمواصلة تعلميه الثانوي في المدرسة الإبراهيمية بالقاهرة، ولمرض والده، اضطر للعودة إلى جدة، قبل إنهاء دراسته الجامعية.
وشكلت نشأته في أسرة يرأسها جدّه الشيخ حسين أبوزيد ـ يرحمه الله ـ، تعمل في مجال استقبال حجاج بيت الله الحرام بمدينة جدة، وهي من الأسرة المعروفة باستضافة الحجاج في منازلهم، وهناك حوش في جدة كان يعرف بــ “حوش أبوزيد”، يضم مجموعة من المساكن والمكاتب والدكاكين التي تستخدم لاستقبال الحجاج وإطعامهم وإسكانهم.
وجاء مكتب الوكلاء الموحد الذي أُنشئ عام 1398 هــ؛ ليمنح الشيخ محمود أبو زيد ـ يرحمه الله ـ، مسؤولية قيادته منذ نشأته، حتى وفاته عام 1417هـ ـ يرحمه الله ـ.
0