كتّاب الرأي في صحفنا المحلية أصحاب الوزن الثقيل منهم والريشة الذين عملوا لسنوات طويلة في خدمة دينهم ووطنهم ومليكهم، الضاربون في أرض المعرفة، والمدافعون في ساحة المعركة، والحافظون للميراث والآداب والأخلاق، والساهرون مع أقلامهم على القضايا التي تلامس نسيجهم الاجتماعي، ماذا فعلنا لهم؟ وما نصيبهم من التقدير والتشجيع والجوائز والتكريم ؟
صحيح أن هذا واجبهم نحو البلاد والعباد، ولكن أليس من حقهم أن يكرّموا ولو مرة في السنة ، نقيم لهم حفلا تكريميًّا على ما بذلوه من جهد جبار، وما الجهة التي يناط لها هذا التكريم لرفع معنوياتهم وشكرهم وتحفيزهم على البذل والعطاء، فالغالبية منهم لا يتقاضون شيئًا على ما يكتبوه، متى يصبح هذا الحلم حقيقة ؟ هل على كل منطقة أن تكرم كتابها، أم أن وزارة الثقافة أو وزارة الإعلام، أم الأندية الأدبية، أو هيئة الصحفيين من يتولى ذلك، لا أعلم ولكن هذا الاقتراح أتمنى أن يرى النور ونسمع من جهة معينة تتكفل بذلك.
إن الجهد العظيم الذي يبذله كتّاب الرأي في شتى المجالات صعب ولا يعرف مكابدته إلا من يعانيه، فهذا الجهد يعتبر سياجًا وحصنًا منيعًا للدولة والمجتمع، فلابد أن نفكر في الطريقة والآلية التي سوف نكريم بها هؤلاء الأفاضل، وحيث إن عددهم كبير يمكن جدولتهم في كل تكريم وأن يدخل معهم المحللون في القنوات الاذاعية والتلفزيونية وعلى شبكة التواصل الاجتماعي، وفي كل مناسبة تكرم مجموعة منهم حسب قدم قلمه أو حضوره في وسائل الإعلام أو على مجموع مشاركته الإعلامية طيلة العام، أو أي آلية تراها الجهة المكرمة مناسبة شريطة عدم المجاملة والمحسوبية.
سبق وأن قامت وزارة الحج سابقًا بوضع جائزة إعلامية لأفضل تغطية إعلامية في موسم الحج، وكنت أحد أعضاء لجنة التحكيم ووضعنا أسس وقواعد للتكريم، وصممنا استمارات لذلك، وقد حققت صحيفة “مكة” الإلكترونية الجائزة لأكثر من مرة، إن فوائد التكريم تعطي دافعًا لجميع المعنيين بزيادة العطاء والتنافس الذي يثري المحتوى الإعلامي في جميع المجالات، كما يساعد إلى نشء جيل جديد وصف ثاني احتياطي للصف الأول.