لا شك أن المثلث شكل هندسي له اسهاماته في حرفية التخطيط ، وكثير من أمور الحياة تستخدم المثلث كأداة ثابتة الأطر ، فهناك مثلث في الشارع ، وثانٍ في البنيان ، وآخر في الفضاء ، ولكن في عالم السياسة عادة ما يكون المثلث خانقًا ، وفي أحايين ضيق الأفق .
والوطن العربي عانا كثيرًا من المثلثات ، كالفقر ، والتشتت ، والحروب ، ينضاف إلى ذلك التثليث البيني ( بين الدول العربية نفسها )، كالخيانة ، والتآمر ، والخذلان ، وعالم السياسة بحر عبابه مغرق ، وموجه مهلك ، وزبده لا فائدة منه فيذهب جفاءً .
والدول العربية كثيرة ، وسكانها يربون على ثلث المليار ، ولكنهم شتيت وأشتات ، ونهب موزّع ، بين المذهبية ، والطائفية ، والتبعية ، وثرواتهم تكفي العرب وتفيض ، فكل بلد حباه الله من الخير الذي لو أحسن التصرف فيه لأغناه ، فالأنهار ، والبحار ، والنفط ، كلها ثروات لو استغلت لقدنا العالم ، ولأصبحنا أسياده كما كنّا ، ولكن ذاك لم يكن .
فالعالم العربي الآن يسقط في فخ أسوأ مثلث ؛ بل التثليث الممقوت ، فضلع الروافض المجوس وأطماعه ، والإخوان العلوج بقيادة صنمهم أردوغان ، والعدو الصهيوني، الذي بدأ يدبّ دبيبًا نحو الصحراء ، فهل ينجو الوطن العربي من التآمر الخبيث ، الفارسي والعثماني والصهيوني ؟
تهرول الدول العربية دولة يتلوها دولة نحو مد يد المصافحة للأعداء ، وكأننا في سباق يحتّم علينا الفوز به ، والوصول إلى شريط النهاية ، ونحن نعي أن لكل دولة الحق في الحفاظ على مصالحها ، وكذلك رسم سياسة خاصة بها ، ولكن التناقض العجيب يكمن في ردة فعل العربي المثقف ، والساذج والذي لا دراية له بالسياسة ودهاليزها .
إن العالم العربي ليتناقض ، وأشبّه ذلك التناقض بقوم تحلقوا حول القصعة ، وكل يلوم الذي يليه بأي سبب ، فمرة يقول له : بأن الطعام حار ، والثاني يقول : دعه حتى يبرد ، وثالث يرى أنه لم ينضج ، وهكذا ، الطعام واحد ، والقوم سواسية ، هذا حالنا مع علاقاتنا مع بعضنا ، ومع الآخر ، فأنا أريد أن أكون أنا ، وأنت لا يجب أن تكون أنت ، عندما أكون أنا أنت ، فأنت إذًا لستَ أنا .
همسة :
أنت وأنا وهم لقمة سائغة لأولئك
فلا آمان لمن حاجّ الله في بقرة
ولو كنت أنا أنت إذا أنت أنا لاختلف الكلام أيها الوقور
أقرأ لك وكأنك تكتب ماأمليه عليك د نايف ..دمت حبيبا