في عالم الرياضة عموما، وفي كرة القدم خاصة يتناسى أغلب الكتاب الرياضيين المحليين وعلى مختلف مستوياتهم المتفاوتة، وأعمار بعضهم المديدة في الكتابة والتحليل وأحياناً في التحكيم، والتدريب أيضاً..! ولو هناك مجال آخر في كرة القدم لاقتحموه بلا تردد..!! فمثلا في المجال الطبي الرياضي يتوقفون إجباريا عن الخوض فيه وإن كان بود بعضهم الفلسفة الزائدة، ولكن هذا يحتاج إلى علم، ودراسة، وتمكن في الكليات الطبية التي لم ولن يكونون أحد طلابها بطبيعة الحال ولله الحمد وحده وإلا لاوصل الوضع إلى حال يرثى لها في وسط رياضي متعصب، متهور، مندفع نحو لون واحد فقط، ولايعرف الإنصاف أبدا، ولا العدالة حتى لو أدعى البعض المثالية، ولاحتى الوقوف على مسافة واحدة بين الجميع إلا القلة القليلة فقط.
على أي حال هم نتاج مبادئهم الاجتماعية، وقيمهم المتأصلة من جهة، ومن جهة أخرى نتاج وسط رياضي فقد الكثير للأسف من المثاليات الجميلة المفترضة في خضم وتيرة متسارعة من التغيرات الملاحظة بدايتها من مغادرة الراحل الأمير فيصل بن فهد _يرحمه الله _ صاحب التاريخ العريق، والمجد الخالد ونهايتها لايعلم بها إلا المولى عز وجل. فالمؤشرات حتى الآن لا تدل على تحسن وإن كان لنا لابد من التفاؤل والله كريم. وما دعى لذكر ماسبق هو ملاحظة كاتب من طراز الكتاب الكبار وهو مجرد مثال واحد فقط وإلا ليس الأغلبية ببعيد عن أسلوبه الغريب في التحول العجيب من الثناء والمدح لنادي من الأندية الكبيرة ثم أصبح فجاءة يكيل الكلمات، والجمل البعيدة عن النقد البناء وهي أقرب إلى النقد الهدام، النقد الشخصي البحت الموجه؛ للنيل من الإنجازات المستحقة. وسواء قبل بها هذا الكاتب العتيق، أو رفضها فهذا في الأخير لايعني شيئا للآخرين. فقد كتب الإنجاز، وأقفل السجل للأبد.
إن من المأمول من أغلب الكتاب الرياضيين ومن شابههم من المحليين الرياضيين في الاستديوهات الفضائية، أو في المجالس الرياضية أن يدركون أن نسبة الوعي أصبحت كبيرة لدى معظم المشاهدين، والجماهير المختلفة ويستطيعون أن يفرقون بين صاحب المبدأ الثابت، وصاحب المبدأ المؤقت. فليس من المعقول أن يتم المدح والثناء لنادي معين في موسم ثم يتحول إلى إلى العكس تماما في الموسم الجديد. وأحيانا يكون في نفس الموسم الرياضي..! نحن لا ننكر أهمية النقد المثمر المفيد، ولكن الذي نراه لايمثل ماذُكر تماما. وعموما احترام هذه الفئة من المتابعين واجب على من يمارس الكتابة، أو التحليل في المجال الرياضي والأهم من ذلك احترام الكاتب لنفسه قبل احترام الآخرين له. فهل نرى من كتابنا الرياضيين الأعزاء احترام عقول المتابعين، وقبل ذلك احترام عقولهم أنفسهم؟
يجب على الكاتب الرياضي او الناقد الرياضي .. ان يقف على مسافات متقاربه بين من ينقده والمتلقي حتى يكون فيه مصداقية في الطرح بكل صدق وحيادية…