نعم كلنا نحب الثناء وأن يشار لنا بالبنان في المجتمع وترتفع أسهمنا في المديح ويقال عنا كلام يرفع رؤوسنا ولكن بشيء من الموضوعية دون إغراق ولا إسراف يصل للمدح الذي في صيغة الذم من الناس العارفين بنا على الأقل بمعنى آخر أن نجعل أفعالنا تطابق أقوالنا دون قفز على حواجز الحقيقة التي نعرفها في دواخلنا لأن تضخم الذات من وجهة نظر الكثير من المتخصصين في دراسة سيكولوجيه الأشخاص أثبتوا بأن هذا التضخم المفتعل والمقصود يعتبر تقمص لشخصية ابليس الذي تكبر بعد أن كان من صفوة الجن ولكنه سقط وقت الامتحان عندما أمره ربه بالسجود لآدم وجد نفسه تتعالى وتتكبر على من هو أقل منه في تركيبة خلقه قال تعالى : ” ما منعك ألأّ تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ” قال له ربه : ” قال اخرج منها مذءوما مدحورا ” وتوعد من يتبع خطواته من خلقه بقوله تعالى : ” لمن تبعك منهم لأملأن جهنّم منكم أجمعين ” وهنا جاء الجزاء وسيأتي من جنس العمل ( التكبر والحسد ) .
وهنا تبرز أهمية التواضع لله أولا ثم لخلقه فمن تواضع لله رفعه هناك أشخاص يحاولون جاهدين تعمد إلغاء من حولهم وتبني كل نجاح لأنفسهم ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ويجندون من يصفق لهم ويرفع لهم الرايات ويطلقون لهم العبارات المفخخة وهذا الشخص تأخذه العزة بالإثم فترتفع عنده الأنا وتتضخم عنده الذات كما حصل من ابليس عندما استكبر ولم يخبت لربه فكان جزاؤه أن أخرجه الله من الجنة صاغرا فتوعد بني آدم بأن يصرف أنظارهم عن شكر الله وكان سبب خروجه بأمر الله هو ” التكبّر ” الذي قاده لإساءة الأدب مع ربه بعد أن تمكنه الحسد لآدم فلم يطع ربه ولم يترك الغرور الذي سقط به في أول اختبار وابتلاء واليوم نجد من يتقمص شخصيته وأفعاله من خلال : الحسد والغرور والكبرياء وتضخم الأنا والذات تأسيا بقول ابليس : قال أنا خير منه .. الآية وهذه الأنا هي من أوقعه في سوء عمله فهل لازال بعض البشر يرون مالا نرى بنفس فرعونية وردت قصتها في سورة النازعات عندما قال فرعون : ” أنا ربكم العلى ” وهو يريد تأكيد سلطته وهو يوحي لمن حوله بأنه يتحدث من مركز القوة وهكذا هم المتفرعنون من البشر اليوم من بني جلدتنا يؤمنون بهذا الطريق وتلك الخطوات لإبراز ذواتهم على حساب غيرهم ممن يعمل بصمت ويحقق النجاح الذي يجيّره هؤلاء المنتفخون لأنفسهم دون حياء من الله ولا اكتراث بالحقيقة وبما قد يقال عنهم صدقا وليس نفاقا ممن يجندونهم لامتداحهم .
عموما ما نقص في هذا المقال أحيلكم على مقال سابق لي حول الانتهازية ومعتنقيها من هؤلاء الراكضين خلف هياط قشور المديح الكاذب وتضخيم الأنا والذات .
انعطاف قلم :
قال الشاعرأبو تمام :
فلا تأمن الدنيا وإن هي أقبلت :::::::::::::::: عليك فما زالت تخونُ وتغدر ُ
وما لاح نجمٌ لا ولا ذرّ شارقٌ ::::::::::::::: على الخلق إلا حبل عمر يقصرُ