ف-نار
لا تقتلوهم، ففيهم أبطالٌ وأطفالٌ وفدائيون وكادحون يروون الحقولَ من شرايينهم، ومُعدَمُون يُلملمون بقايا الطعام المتناثرة من أفواه الشبع والغثيان.
أصدر القائدُ أمرَهُ بجلب القتلى ليلاً ومواراتهم القمة، أما الجرحى والثكالى فداوَوْهُم بالهمة، وليذهب الفدائيّ المُقنّع بالسذاجة في رحلة للبحث عن المفقودين.
لا تقتلوهم ففيهم بناةُ الأرض، وزارعو الرُّبا بضوء النهار، ومحترفو قطف السوسن من البيد الخواء.
همُ الكبار، هكذا وُلدوا! المُوفونَ بالعهود الطويلة على الرغم انعدام الحيَل، والوسوسة الوسيمة ووعودها بالشمس الساطعة، وقمر سيضيء ساحاتهم الليلية بلا غياب.
لا يغرنّكم لعبُهم “الغميمة” في الحارات القديمة، فالمختبئُ عن رفاقه، وإن طالَ مكوثه، سيفلتُ من مكمنه كتنينٍ يُذوّب الصخرة العصيّة، ويحرق الثعابين المترصدة بالموت، ويفتح للقدر طريقاً كي يطردَ الدخان، وينفذ ضوء النهار.
رصُّوا صفوفكم، وارفعوا أكتافكم، ومدوا أعناقكم، وضعوا أياديكم على بنادقكم كجيشٍ من الصناديد ينتظر الإشارة، فإذا جاءكم يسبقه عبقُ طُهره فاحملوه برفق، وكفّنوهُ بضفائر الشمس، ووسّدُوه البشارة.
يا أيها الوجعُ المُتطفّل على أفراحنا من سنين! أما نويتَ الرحيل؟ أما أصابك أبناءُ الشمس باليأس لمّا كتّفوك، ورموا بك وجه المهانة، وداسوا بأقدامهم رقاب اللاعبين؟ ألم يخبروك بأنه مِن كفوفهم تتناسل الشهب، وتُرجَم الشياطين، وأن ليلهم كنهارهم، شموسٌ تشحذ نصالَ سيوفهم، وتكبر في ظلها أحلامهم، ويزهر اليقين؟ ألم تهزمك أصواتُ الزغاريد، وميلاد طفلة كالعيد؟ وذاك القمريّ المسجى المحاط بالرياحين ألا تخشى قيامته؟ ألا ترى على وجهك أثر صفعاته كوشمٍ أسود؟ ألا تسمع صوتَ نبضك المهزوم من سنين؟ فانتظر – يا وجع – الموت، أو فتعجّل الرحيل.
لا أدري هل اسمي هذه المقالة صمت الألم ام ألم الصمت مقالة أشبه بتفجر بركان . تختزل الحزن في لغتها ومضمونها والجمال في مفرداتها لكن تبقى القضيه هي الإنسان ذلك الشر وذلك الخير في آن واحد
غاليتي لطيفة
سعدت بتعليقك الذي ينم عن فكر جيل ذهبي سيمضي ولن يتكرر
قد تغيب بعض الشموس وتعم الظلمه الا ان هناك من يفتق الافاق لبصيص نور لشموس الخقيقه
سلم قلمك
العزيزة شعاع
سعدت بمرورك وتعليقك الذي له من ضوء الشمس نصيب.
تحيتي.